الأحد، ١٦ مارس : القدّيس رومانُس المرنِّم

مِثْلَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تُعَانِي مِنَ ٱلنَّزِيفِ، أَسْجُدُ أَمَامَكَ، يَا رَبُّ، حَتَّىٰ تُنْقِذَنِي مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ وَتَمْنَحَنِي غُفْرَانَ ذُنُوبِي، لِكَيْ أَصْرُخَ إِلَيْكَ بِقَلْبٍ نَادِمٍ: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”٠ ذَهَبَتْ إِلَيْكَ وَهِيَ تَخْتَبِئُ، أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، لِأَنَّهَا ظَنَّتْ أَنَّكَ مَجَرَّدُ إِنْسَانٍ، لَكِنَّ شِفَاءَهَا عَلَّمَهَا أَنَّكَ إِلٰهٌ وَإِنْسَانٌ٠ فِي ٱلْخَفَاءِ، لَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِكَ، بِخَوْفٍ فِي نَفْسِهَا، قَائِلَةً لِذَاتِهَا: “كَيْفَ أُظْهِرُ نَفْسِي لِذٰلِكَ ٱلَّذِي يُشَاهِدُ كُلَّ شَيْءٍ، أَنَا ٱلَّتِي تَحْمِلُ عَارَ ذُنُوبِهَا؟ إِذَا رَأَىٰ كُلِّيُّ ٱلنَّقَاءِ تَدَفُّقَ ٱلدَّمِ، فَسَوْفَ يَبْتَعِدُ عَنِّي كَنَجِسَةٍ، وَسَيَكُونُ ذٰلِكَ أَكْثَرَ فَظَاعَةً بِالنِّسْبَةِ لِي مِنْ جُرْحِي، أَيِ: إِذَا ٱبْتَعَدَ عَنِّي عَلَىٰ ٱلرَّغْمِ مِنْ صَرْخَتِي: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”٠ “عِنْدَ رُؤْيَتِي، يُضَايِقُنِي ٱلْجَمِيعُ: “إِلَىٰ أَيْنَ أَنْتِ ذَاهِبَةٌ؟ كُونِي وَاعِيَةً لِعَارِكِ، يَا ٱمْرَأَةُ، ٱعْرِفِي مَنْ تَكُونِينَ، وَمِمَّنْ أَرَدْتِ أَنْ تَقْتَرِبِي ٱلْآنَ! أَنْتِ، ٱلنَّجِسَةُ، تَقْتَرِبِينَ مِنْ كُلِّيِّ ٱلنَّقَاءِ! ٱذْهَبِي لِتَتَطَهَّرِي، وَعِنْدَمَا تُزِيلِينَ ٱلْعَيْبَ ٱلَّذِي تَحْمِلِينَ، عِنْدَهَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ وَأَنْتِ تَصْرُخِينَ: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”٠ “هَلْ تُحَاوِلُونَ أَنْ تُسَبِّبُوا لِي عَذَابًا أَكْثَرَ مِنْ أَلَمِي؟ أَعْلَمُ أَنَّهُ طَاهِرٌ هُوَ، وَلِهٰذَا سَأَذْهَبُ إِلَيْهِ، لِكَيْ أَتَحَرَّرَ مِنَ ٱلْعَارِ وَٱلْخِزْيِ٠ لَا تَمْنَعُونِي إِذًا مِنْ أَنْ أَصْرُخَ: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”٠ “ٱلنَّبْعُ يَسْكُبُ مِيَاهَهُ لِلْجَمِيعِ: بِأَيِّ حَقٍّ تَمْنَعُونَهُ؟ أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَىٰ شِفَاءَاتِهِ٠ كُلَّ يَوْمٍ يُشَجِّعُنَا بِٱلْقَوْلِ: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ” (مَت ١١: ٢٨)٠ إِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَ هِبَةَ ٱلصِّحَّةِ لِلْجَمِيعِ٠ وَأَنْتُمْ، لِمَاذَا تُسِيئُونَ إِلَيَّ بِمَنْعِي مِنَ ٱلصُّرَاخِ لَهُ: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”؟ إِنَّ ٱلَّذِي يَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَدِيرُ وَيَقُولُ لِتَلَامِيذِهِ: “مَنْ لَمَسَ هُدْبَ ثِيَابِي؟” (مر ٥: ٣٠)٠ لِمَاذَا تَقُولُ لِي، يَا بُطْرُسُ، إِنَّ حَشْدًا كَبِيرًا يَزْحَمُنِي؟ إِنَّهُمْ لَا يَلْمِسُونَ أُلُوهِيَّتِي، وَلٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ، مِنْ خِلَالِ لَمْسِهَا لِثَوْبِي ٱلظَّاهِرِ، قَدْ أَدْرَكَتْ طَبِيعَتِي ٱلْإِلٰهِيَّةَ، وَٱكْتَسَبَتِ ٱلصِّحَّةَ وَهِيَ تَصْرُخُ لِي: “أَيُّهَا ٱلرَّبُّ، خَلِّصْنِي”٠ “تَشَجَّعِي ٱلْآنَ، يَا ٱمْرَأَةُ٠ كُونِي بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ مِنَ ٱلْآنَ فَصَاعِدًا٠ هٰذَا لَيْسَ عَمَلَ يَدَيَّ، إِنَّمَا عَمَلُ إِيمَانِكِ٠ لِأَنَّ ٱلْكَثِيرِينَ لَمَسُوا هُدْبَ ثِيَابِي، وَلٰكِنَّ دُونَ ٱلْحُصُولِ عَلَىٰ ٱلْقُوَّةِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِأَيِّ إِيمَانٍ٠ أَنْتِ لَمَسْتِنِي بِإِيمَانٍ عَظِيمٍ، فَنِلْتِ ٱلصِّحَّةَ، وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ أَحْضَرْتُكِ ٱلْآنَ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ، لِكَيْ تَقُولِي: “أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي”٠
maronite readings – rosary.team