الأحد، ١٧ أبريل : القدّيس رومانُس المرنِّم
إنّ النساء حاملات الطيب قد أرسلن مريم المجدليّة إلى القبر في المقدّمة، بحسب رواية القدّيس يوحنّا الإنجيليّ. كان الوقت ظلامًا ولكنّ الحبّ كان ينيرها: وقد رأت الحجر الكبير مدحرجًا من أمام باب القبر، ورجعت تقول: “أيّها التلاميذ، اعرفوا ما شاهدت: إنّ الحجر لم يعد يحجب القبر. فهل خطفوا ربّي؟ ليس هناك من حرّاس، انّهم هربوا. فهل قام من الموت، ذلك الذي يهب القيامة للنّاس الساقطين؟” إنّ ذلك الذي يرى كلّ شيء عندما رأى المجدليّة وقد هزمها البكاء وأرهقها الحزن، تأثّر قلبه… ذلك الذي هو “فاحِص القُلوبِ والكُلى” (مز 7: 16) كان عارفًا أنّ مريم سوف تتعرّف إلى صوته، نادى نعجته، هو الرّاعي الحقيقيّ قائلاً: “مريم”. وبسرعة عرفته: “هذا هو راعيّ الصالح يناديني لكي يحسبني منذ الاّن مع التسع وتسعين نعجة. إنّي أعرف جيّدًا من هو ذاك الذي يناديني: قد سبق وقلت، إنّه ربّي، إنّه ذلك الذي يهب القيامة للبشر الساقطين.” قال الربّ لها: “يا امرأة، فليعلن فمك منذ الاّن هذه العجائب وليشرحها لأبناء الملكوت الذين ينتظرون أن أستيقظ، أنا الحيّ. اذهبي بسرعة، يا مريم، واجمعي تلاميذي… أيقظيهم كلّهم كما من سبات كي يأتوا إلى لقائي حاملين المشاعل المضاءة. اذهبي وقولي: إنّ العريس استيقظ وخرج من قبره… أيّها الرُّسل، تخلّصوا من حزنكم القاتل، لأنّه قام ذلك الذي يهب القيامة للنّاس الساقطين…” “قد تحوّل حزني فجأة إلى ابتهاج، كلّ شيء صار لي فرحًا وسرورًا. لا أتردّد في القول بأنّي تلقّيت نفس المجد الذي تلقّاه موسى؛ قد شاهدت، نعم شاهدت، لا على الجبل بل في القبر، لا محجوبًا بغمامة، بل في جسده، رأيت سيّد الكائنات غير الملموسة والغمام، ذلك الذي كان، الذي هو الاّن والذي سوف يأتي. إنّه هو الذي قال لي: أسرعي يا مريم، اذهبي وقولي لهؤلاء الذين يحبّونني بأنّي قمت من الموت، احملي هذه البشارة لأولاد نوح، كما حملت إليهم الحمامة غصن الزّيتون (تك 8: 11). قولي لهم بأنّ الموت هُزِم، وبأنّه قام من القبر ذلك الذي يهب القيامة للنّاس الساقطين”
maronite readings – rosary.team