الأحد، ١٧ أكتوبر : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
ينقضي الوقت بصمت، عامًا بعد عام؛ ويقترب مجيء الرّب يسوع المسيح في كلّ لحظة. ليتنا نستطيع أن نقترب من السماء، كما هو يقترب من الأرض! يا إخوتي، صلّوا له كي يمنحكم الشجاعة للبحث عنه بكلّ صدق. صلّوا له كي يجعلكم متّقدين… صلّوا له كي يعطيكم ما يسمّيه الكتاب المقدس “القلب الطيّب والكريم” أو “كمال القلب” (راجع لو 8: 15؛ مز101[100]: 2)، وبدون انتظار، ابدأوا منذ الآن بإطاعته من كلّ قلوبكم. فالقليل من الطاعة هو أفضل من عدم الطاعة… عليكم التماس وجه الربّ (مز27[26]: 8)؛ إنّ الطاعة هي الطريقة الوحيدة للبحث عنه. واجباتكم كلّها تُختَصَر بالطاعة… القيام بما يطلبه يعني إطاعته، وإطاعته يعني الاقتراب منه. كلّ عمل طاعة يقرّبنا منه هو الذي ليس بعيدًا بالرغم من المظاهر، بل قريب جدًّا وراء هذا الإطار المادي. الأرض والسماء ليستا سوى حجاب بيننا وبينه، وسيأتي اليوم الذي يشقّ فيه هذا الحجاب ويظهر نفسه لنا. عندها، سيكافئنا وفقًا للطريقة التي انتظرناه بها. إذا كنّا قد نسيناه، فهو لن يعترف بنا؛ لكن “طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين” (لو12: 37)… فليكن هذا نصيب كلّ واحدٍ منا! من الصعب أن نحقّق ذلك، لكن من المحزن أن نفشل. الحياة قصيرة والموت مؤكّد، لكنّ الدهر الآتي أبديّ.
maronite readings – rosary.team