الأحد، ١٧ نوفمبر : القدّيس أوغسطينُس
كانت والدة يوحنّا المعمدان امرأة مسنّة وعاقرًا؛ وكانت أم الرّب صبيّة في ريعان الشباب. وُلد يوحنّا من عاقر؛ وولد الرّب يسوع المسيح من عذراء… لقد بشّر ملاك الربّ بولادة الأوّل؛ وعند بشارة الملاك، تجسّد الرّب في حشا العذراء. إنّ والد يوحنّا لم يؤمن ببشارة ولادة ابنه، فأصابه الخرس؛ فيما آمنت أم الرّب بابنها، وبفضل إيمانها تكوّن في أحشائها. إنّ قلب العذراء استقبل الإيمان أوّلاً، ولأنّها أصبحت أمًّا، استقبلت مريم ثمرة في أحشائها. إنّ العبارات التي قالها كلّ من مريم وزكريا لمتشابهة إلى حدّ بعيد. فعندما بشّر الملاكُ زكريا بولادة يوحنّا، كان ردّ الكاهن: “بِمَ أَعرِفُ هذا وأَنا شَيخٌ كَبير، وَامرَأَتي طاعِنَةٌ في السِّنّ؟”؛ وعندما بشّر الملاك مريم، أجابت: ” كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟” (لو 1: 34). أجل، تكاد العبارات تكون نفسها… غير أنّ الأوّل عاقبه الله والثانية أنار الله لها ذهنها. لقد قيل لزكريا: “لأَنَّكَ لم تُؤمِنْ بِأَقوالي”؛ وقيل لمريم: “لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى” (لو 1: 35). مرّة أخرى، نرى أنّ الإجابتَين متشابهتَين تقريبًا… غير أنّ ذاك الذي كان يسمع العبارات، كان يرى ما في القلوب أيضًا؛ فما من أمر محجوب عنه. كان كلام كلّ منهما يكشف ما كان يجول في ذهنيهما؛ وإن كانت تلك الأفكار محجوبة عن البشر، فهي لم تكن كذلك بالنسبة إلى الملاك، أو بالحري هي لم تكن كذلك بالنسبة إلى مَن كان يتحدّث بواسطة الملاك.
maronite readings – rosary.team