الأحد، ١٨ سبتمبر : القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري
إلهٌ يخدم، يكنس البيت، يُسِلِّم نفسه لأعمال شاقة… واحدة من تلك الأفكار تكفي لتفيضنا بالحب! عندما بدأ المخلص بالتبشير بإنجيله، جعل من نفسه “خادمًا للجميع” معلناً بنفسه أنه “لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس”. وكأنه قال بذلك أنه أراد أن يكون خادم كل البشر. وطوال حياته، لم يكتفِ “بأن يتّخذ حالة العبيد ليكون خادمًا لكل البشر؛ إنّما أراد أن يأخذ صورة عبد غير أهل ليُضرَب ويتحمل الألم الذي كنا أهلاً له من جرّاء معاصينا” (القديس برنردس). هذا هو الرَّب، خادم مطيع للجميع، قد خضع لأحكام بيلاطس، بالرغم من ظلمها، واستسلم لجلاّديه… هكذا، فإنّ هذا الإله الذي أحبنا كثيرًا، حبّاً بنا، أراد ان يطيع كعبد حتى الموت والموت المؤلم والكريه، وعذاب الصليب (راجع في 2: 8). ولكن في كل ذلك، لم تكن طاعته كإله، إنّما كإنسانٍ، كعبد كان قد اضطلع على القوانين. إن أخذنا مثل قدّيسٍ، أسلم نفسه كعبد ليفتدي فقيرًا، فجذب بذلك إليه إعجاب العالم، بعمل المحبة البطولي هذا. ولكن ما هو مقدار تلك المحبة مقارنة بمحبة الفادي؟ فبكونه ألله، أراد ان يفتدينا من عبودية الشيطان والموت المحتّم، فجعل من نفسه عبدًا، واستسلم ليُقَيّد ويصلب. قال القديس أوغسطينس: “لكي يصير العبد سيّدًا، أراد الرب أن يجعل نفسه خادمًا”.
maronite readings – rosary.team