الأحد، ١٩ يونيو : القدّيس يوحنّا الصليب
إنّ الدافع الأساسي الذي بسببه كانت مساءلة الله مباحةً في ظلّ الشّريعة القديمة، والذي بسببه كان ملائمًا للأنبياء وللكهنة أن يرغبوا في مشاهدة الرؤى والإيحاءات، هذا لأنّ الإيمان لم يكن بعد قد بُني، ولا الشريعة الإنجيليّة قد وُضعَت… أمّا الآن، فليس هناك مكان البتّة لمشاورة الله بهذه الطريقة، حتّى يتكلّم ويجيب كما كان يفعل في السابق. فمن خلال إرسال ابنه الذي هو كلمته الأخيرة والنهائيّة، قال لنا كلّ شيء مرّة واحدة، ولم يعد لديه شيء يقوله. هذا هو تعليم القدّيس بولس إلى العبرانيّين: “إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين” (عب 1: 1-2)… نستخلص أنّ التوق في ظلّ الشريعة الجديدة إلى رؤىً أو إيحاءات، ليس فقط فعل حماقةٍ، إنّما إهانة لله، بما أنّ أنظارنا، بذلك، لن تكون مُثبَتة على الرّب يسوع المسيح وحده من دون التفتيش عن شيء جديد. في الواقع، إنّ الله يمكنه أن يجيب بهذه الطريقة: بما إنّي قلت لكم كلّ ما لديّ قوله، بالكلمة الذي هو ابني، فذلك لأنّه ليس لديّ أحد آخرٌ يقدر أن يوحي أو يجيب عمّا هو أعظم من ذلك. ركّزوا أنظاركم عليه وحده، لأنّني به قد أنشأت كلّ شيء، وفيه قلت كلّ شيء، وأظهرت كلّ شيء، وسوف تجدون هنا أعظم ممّا تتوقون إليه وتطلبونه… منذ ذلك اليوم حيث نزلت عليه، مع روحي، على جبل طابور، قائلاً: “هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا” (مت 17: 5)، أوقفت كلّ أساليب تعليمي القديمة، في الإجابات، ووضعت ثقتي في هذه الرسالة. اسمعوا له، لأنّه ليس لديّ بعد من إيمان لأوحيه، ولا أيّ شيءٍ آخر لإظهاره. إذا تكلّمت قبل هذه الساعة، فلكي أعدكم بالمسيح، وإن وجّهوا إليّ طلبات، فإنّها كانت تنسجم مع السعي وإلى المسيح والرّجاء به. إنّ كلّ شيء يجب أن يتركّز فيه، كما يعلنه اليوم تعليم الإنجيليّين والرّسل.
maronite readings – rosary.team