الأحد، ١ سبتمبر : القدّيس بِرنَردُس
ما هو الإناء الذي له الأوليّة بأن تنسكب فيه النعمة؟ فإن وُجِدت الثقة لتنسكب فيها الرحمة، ووُجِد الصبر لتنسكب فيه العدالة، فأي إناء قد نجده جديرًا باحتواء النعمة؟ إنّه بلسم طاهر جدًّا، ويلزمه إناء صلب جدًّا. وهل من إناءٍ أطهر وأصلب من تواضع القلب؟ لهذا السبب، “يُنعِمُ الله على المُتَواضِعين” (يع 4: 6)؛ ولهذا السبب أيضًا، “نَظَرَ الله إِلى أَمَتِه الوَضيعة” (لو 1: 48). فالقلب المتواضع لا يسمح للجدارة البشريّة بأن تتملّكه، وهذا ما يسمح لملء النعمة بأن تنسكب فيه بحريّة أكبر… هل راقبتم هذا الفرّيسي وهو يصلّي؟ هو لم يكن سارقًا ولا ظالمًا ولا حتّى زانيًا، ولم يكن يهمل أعمال التوبة. كما كان يصوم مرّتين في الأسبوع ويؤدّي عُشر ما يقتني… لكنّه لم يكن فارغًا من نفسه ولم يتجرّد من ذاته (في 2: 7)؛ هو لم يكن متواضعًا، بل على العكس رفع نفسه. في الواقع، لم يأبه لمعرفة ما كان ينقصه فعليًّا، بل بالغ في إبراز جدارته: هو لم يكن ممتلئًا، بل منتفخًا. وقد غادر فارغًا كونه تظاهر بأنّه ممتلئ بالنعمة. بينما الجابي الذي تواضع وحرص على تقديم نفسه كإناءٍ فارغ، فقد تمكّن من الحصول على نعمة أكثر وفرة.
maronite readings – rosary.team