الأحد، ٢٠ مارس : القدّيس بطرس خريزولوغُس
ذاك الذي قال هذا الكلام كان مطروحًا على الأرض. لقد أدركَ أنّه سقطَ، وأيقنَ أنّه أفلسَ، كما وجدَ نفسَه مُنغمسًا في الخطيئة فهتَفَ: “أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي”. من أين جاءَه هذا الرّجاء، وهذا اليقين وهذه الثقة؟ من كون المسألة متعلّقة بأبيه. قالَ الابن لنفْسِه: “لقد خسرتُ موقعي كابن، لكن هو لم يخسرْ موقعَه كأب. لا حاجة إلى غريبٍ كي يتوسّط لدى الأب: إنّه حنان الأب الذي يتدخّل ويتوسّط في أعماق قلبه. فتَحثّه أحشاؤه الأبويّة ليَلدَ ابنَه من جديد من خلال الغفران. مذنبٌ، أقومُ وأمضي إلى أبي”. وما كان من الأب، لحظة رؤية ابنِه، إلاّ أن غطّى فورًا خطأه. لقد فضّلَ دورَه كأبٍ على دورِه كقاضٍ. فحوّلَ فورًا الإدانة إلى غفران، هو الذي كان يرغب في عودة الابن، لا في فقدانه… “ألقى بِنَفسِهِ على عُنُقِه وقَبَّلَه”. هكذا يحاكِمُ الأب وهكذا يُصلِح: فيُعطي القبلة بدل العقاب. قوّة الحبّ لا تَكتَرِث للخطيئة، لذا ردّ الأب بقبلةٍ على خطيئة ابنه؛ وغطّاها بمُعانقته. لم يكشفْ الأب عن خطيئة ولدِه، ولم يُشهِّر بابنِه، بل اعتَنى بجراحِه حتّى لا تترك أيّ أثرٍ وأيّ عار. “طوبى لِمَن مَعصِيَته غُفِرَت وخَطيئَته سُتِرَت” (مز 32[31]: 1).
maronite readings – rosary.team