الأحد، ٢٠ نوفمبر : القدّيس صفرونيوس
“افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ”. ما الذي يمكن أن يكون أعظم من هذا الفرح، أيّتها الأمّ العذراء؟ ما الذي يمكن أن يكون فوق هذه النعمة التي كنت الوحيدة التي حصلت عليها بالمشاركة من قبل الله؟ أيّ أمر أكثر فرحًا وإشعاعًا يمكن تصوّره؟ يبقى كلّ شيء بعيدًا جدًّا عن روائعك؛ كلّ شيء هو أقلّ من نعمتك. إنّ أكثر الامتيازات ضمانةً تحتلّ المرتبة الثانية وتملك وهجًا أقلّ بكثير. “الربّ معك”. من يجرؤ على منافستك في هذا المجال؟ وُلد الله منك. مَن يمكن ألاّ يقدّم لك مكانه فورًا ليترك لك بفرح المقام الأوّل والسمو؟ لذا، عندما أتأمّلك، جالسة فوق جميع المخلوقات، أسبّحكِ بصوت عالٍ: “افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ”. إنّ الفرح المنبعث منكِ، ليس ممنوحًا للبشر فقط، لكن أيضًا لجميع القوّات الملائكيّة في السماء… الله نفسه سكن جسديًّا في أحشائك؛ وقد خرج منها كالعريس (مز19[18]: 6) ليحمل إلى جميع البشر الفرح والنور الإلهيّين. فيكِ، أيّتها العذراء، كما في سماء صافية ومشعّة، “أقام الله مقرّه” (مز76[75]: 3). “منك، اندفع كالعريس الخارج من خدره”؛ “وكالجبَّارِ المُبتهجِ في عَدْوِه”، سيعيش مسيرة حياته التي ستحمل الخلاص لجميع الأحياء. “مِن أَقاصي السَّماءَ خُروجُها وإِلى أَقاصيها مَدارُها” كالشمس (مز19[18]: 6 + 7)، سيملأ كلّ الأشياء من حبّه الإلهي ومن نوره المُحيي.
maronite readings – rosary.team