الأحد، ٢١ أبريل : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
القيامة، ما هي؟ إنها لا تدخل في إطار خبراتنا، ولذا فغالبًا ما يبقى فحواها أمرًا من الماضي إلى حد ما. تسعى الكنيسة إلى أن تقودنا لفهمها من خلال ترجمة هذا الحدث الغامض في لغة الرموز التي نستطيع من خلالها نوعًا ما أن نتأمل هذا الحدث المدهش. في عشيّة الفصح، تعرض اللّيتورجيا(اللاتينيّة) علينا معنى هذا اليوم من خلال رموز ثلاثة بشكل خاص: النّور، الماء والنّشيد الجديد الـ “هللّويا”. قبل كل شيء كان النّور. إن قصّة خلق الله للعالم –وقد سمعنا لتونا النّص البيبلي– تبدأ مع كلمة: “لِيَكُنْ نور” (تك 1: 3). حيث هناك نور، تزهر الحياة، ويستطيع الخواء أن يضحي كونًا. إنّ النّور، بحسب الرسالة البيبليّة، هو الصورة الأكثر قربًا من الله: فهو إشعاع بكليته، هو حياة وحقٌّ ونور. في عشية الفصح، تقرأ الكنيسة (اللاتينيّة) نص الخلق كنبوءة. ففي القيامة يتحقق بشكل أسمى ما يصفه النص كبدء كل الأشياء. يقول الله من جديد: “لِيَكُنْ نور”. فقيامة الرّب يسوع المسيح هي دفق نور. لقد باد الموت، وانفتحت القبور. والقائم من بين الأموان بالذات هو النّور، نور العالم. مع القيامة يدخل نهار الله في ليل التاريخ. انطلاقًا من القيامة، ينتشر نور الله في العالم وفي التاريخ. يحل نور النهار. وحده هذا النور –الرّب يسوع المسيح – هو النوّر الحقّ، الأكثر إشعاعًا من ظاهرة النور الطبيعي. هو النور الصافي: الله بالذات الذي يولد خليقة جديدة في حضن الخليقة القديمة، ويحول الخواء إلى كونٍ.
maronite readings – rosary.team