الأحد، ٢٢ مايو : القدّيس فرنسيس دي سال
إنّ تلاميذ الربّ ورُسُله، على غرار أطفال بلا أب، أو جنود بلا قائد، اختبأوا في عليّة، ممتلئينَ خوفًا. فظهرَ لهم المخلِّص ليُعزِّيَهم في حزنهم، وقالَ لهم: “السلام عليكم”. وكأنّه أرادَ أن يقول: “لماذا أنتم خائفون ومفجوعون هكذا؟ إن كنتم تشكّون في صحّة ما قلتُه لكم عن قيامتي، فَكونوا بسلام، ليَكنْ السلام فيكم، لأنّني قُمْتُ من الموت. انظروا إلى يديّ، المسوا جراحي، أنا هو بنفسي، لا تخافوا، فَليَكنْ فيكم سلام… وكأنّه أرادَ أن يقولَ لهم: “ما بكم؟ أيّها الرسل، أنا أرى أنّكم خائفون ومرتاعون. لكن لا سبب لكم بعد الآن لتَبقوا خائفين، لأنّي حصلْتُ لكم على السلام الذي أُعطيكم. لم يعطِني إيّاه أبي لأنّي ابنه فحسب، بل أيضًا لأنّي دفعْتُ ثمنه من دمي ومن هذه الجراح التي أريكم إيّاها. فمنذ الآن، لا تخافوا ولا ترتاعوا، لأنّ الحرب انتهَتْ… إنّي فقير لأنّني لا أملكُ شيئًا. أنتم تعرفون أنّ عظمتي ليست في امتلاكي لخيرات هذه الدنيا، فأنا لم أقتَنِ شيئًا خلال حياتي الأرضيّة. لكنّ ثروتي الوحيدة هي هذا السلام، أي الإرث الأبديّ الذي تركتُه لكم. كلّ ما أُعطيه لأحبّائي هو السلام؛ لذا، السلام عليكم، وعلى كلّ الذين سيؤمنون بي. وبعد ذلك، لم يبشِّرْ الربّ إلاّ بالسلام: سلامي أُعطيكم، سلامي أتركُ لكم، لا كما يعطي العالم بل كما أعطاهُ لي أبي. وكأنّه كان يقول إنّ العالم لا يعطي ما يَعدُ به، لأنّه مخادع؛ فهو يُغري البشر ويَعدُهم بالكثير، لكنّه لا يُعطيهم شيئًا في النهاية. فيكون قد سَخرَ منهم بعد خداعهم. أمّا أنا، فلا أعدُكم بالسلام فقط بل أُعطيكم إيّاه، ليس سلامًا عاديًّا بل كما حصلْتُ عليه من أبي، به تَتغلَّبون على جميع أعدائكم وتَنتَصرون. وعلى الرغم من الهجمات عليكم، ستحافظون على هدوئكم وعلى السلام في داخلكم.
maronite readings – rosary.team