الأحد، ٢٣ أبريل : القدّيس لاوُن الكبير
لم تخلُ الأيّام الّتي مرّت بين قيامة الربّ وصعوده من الأحداث: لقد تأكّدت فيها أسرار كبيرة، وكُشفت فيها حقائق كبيرة. وعندها زال الخوف من الموت المرّ، وظهر الخلود، ليس فقط خلود النّفس، إنّما الجسد أيضًا… في تلك الأيّام، لاقى الربّ اثنين من تلاميذه ورافقهما في الطريق؛ ولكي يبدّد فينا كلّ ظلمات الشكّ، وبّخَ هذَين الرجُلَين الخائفين على بطء فهمهما. فالقلوب الّتي أضاءها رأت شعلة الإيمان تضيء فيها؛ كانت فاترة، فأصبحت مشتعلة عندما جعلهما الربّ يفهمان الكتب. عند كسر الخبز، تفتّحت عيون اللّذين كانا معه على المائدة: رأيا مجد طبيعتهما البشريّة وكانت لهما سعادة أكبر بكثير من أبوينا الأوّلين اللّذَين تفتّحت أعينهما على خجل عصيانهما (راجع تك 3: 7). خلال هذه المعجزات وغيرها أيضًا، ظهر الربّ يسوع وسط التلاميذ القلقين وقال لهم: “السلام عليكم!” (لو 24: 36؛ يو 20: 26). ولكيلا تعكّرهم هذه الأفكار فيما بعد… كشف لعيونهم المتردّدة آثار الصليب في يديه ورجليه… فيُدركون، لا بإيمان متردّد، بل بقناعة أكيدة، أنّ الجسد الّذي سيجلس على عرش الله الآب كان حقًّا ذاك الّذي استراح في القبر. هذا ما علّمته طيبة الله بعناية كبيرة طوال هذا الوقت بين القيامة والصعود، هذا ما أظهرته لعيون رفاقه وقلوبهم: أنّ الربّ يسوع المسيح، الّذي ولد حقًّا، قد تألّم حقًّا ومات حقًّا، وحقًّا قام.
maronite readings – rosary.team