الأحد، ٢٣ أكتوبر : جوليانا من نورويتش
قال لي ربّنا: “أشكركِ على عملك، وبصورةٍ خاصة خلال فترة شبابك”. فارتفع فكري إلى السماء ورأيت ربّنا كسيّد في بيته، بعد أن دعا إلى مأدبة مهيبة جميع خدّامه وأصدقائه الأعزاء. ورأيت أنّه لم يحدّد لنفسه موقعًا خاصًا في بيته بل ساد ملكًا على داره وملأها بالفرح والبهجة، ولم يتوانى عن إرضاء أصدقائه الأعزّاء وتعزيتهم شخصيًا بخالص المودة والرقة من خلال لحن المحبة الأبدية الذي ينبثق من وجهه الجميل والمغتبط، وجه الألوهية الجليل الذي يغدق على السماوات فرحًا وبهجة. وأراني الله ثلاث درجاتٍ من الغبطة في السماء لكل نفسٍ خَدَمته طواعية على الأرض على أي شكلٍ من الأشكال. فالدرجة الأولى هي شكر المجد الذي ستتلقاه النفس من الرّب الإله بعد أن ترتاح من عذاباتها. وهذا التقدير هو على درجة من الضخامة والمجد بحيث ستشعر النفس وكأنها وصلت إلى قمة سعادتها العظمى وما من سعادة أخرى تفوقها. وأنا كما أرى فإن جميع عذابات الأحياء وأعمالهم لا تكاد تكفي لنستحّق هذا الشكر الذي يتلقاه الواحد لأنه خدم الله عن حُسن نيّة. أما الدرجة الثانية فهي أن جميع الكائنات المباركة التي تسكن السماء سترى هذا الشكر المجيد لأنه سيُعلِمها جميعًا بالخدمات التي تلّقاها… فأي ملكٍ إذ يشكر رعاياه إنما يغدق عليهم مجدًا كبيرًا، لكن إن أعلنه في جميع مملكته يكون المجد أعظم بكثير. أما الدرجة الثالثة فهي أن هذا الشكر سيكون جديدًا ومُفرحًا على الدوام وإلى الأبد كما كان عندما تلقتّه النفس. وقد أُظهر لي بشديد البساطة واللطف أن عمر كلّ منا سيكون معروفًا في السماء. وسيُجازى كلّ واحدٍ بحسب أعماله ومدّتها. وبصورة خاصة، سيُجازى كلّ من قدّم شبابه لله طوعًا وبحرية جزاءً لا قياس له وسيُشكر بطريقة فائقة الروعة.
maronite readings – rosary.team