الأحد، ٢٦ ديسمبر : القدّيس فرنسيس دي سال
هذا ما يميّز الرُّوح القدس، وهو أنّه عندما يلمسُ قلبًا، يستطيعُ أن يطردَ منهُ كلَّ فتور. وهو يحبُّ العجلة، كما أنّه عدوّ التأجيل والتأخير في إتمام مشيئةِ الله… “قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل…” (لو 1: 39). كم من نِعَمٍ هطلت على منزل زكريا عندما دخلت إليه مريم! إذا كانَ إبراهيم قد حصلَ على كمٍّ هائلٍ من النِّعمِ لمجرّد أنّه استقبلَ ثلاثةَ ملائكة في منزلِه، فكم بالحريّ منزل زكريا الذي غمرتْهُ النِّعم الإلهيّة لأنّ من “دُعِيَ أسمُه عَجيباً مُشيراً” (إش 9: 6) دخلَ إليه، تابوت العهد الحقيقيِ والنبيّ الإلهيّ ربنا يسوع المسيح الذي تحملُهُ مريم في أحشائها! فامتلأ المنزلُ كلُّه فرحًا: ارتكضَ الجنينُ في بطنِ أمِّه، واستعاد الوالدُ نظرَهُ، وامتلأتِ الوالدةُ من الرّوح القدس ونالت موهبةَ النبوءة! فما إن رأت سيّدتَنا والدةَ الإله تدخلُ ديارَها، حتّى هتفت بأعلى صوتِها: “مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟”… وعندما سمعتْ مريمُ المديحَ الذي وجّهتهُ لها قريبتُها، اتّضعت ومجّدت الله في كلِّ شيء. واعترفت مريمُ بأنَّ سعادتَها كلَّها نابعةٌ من الله الذي “نَظرَ إِلى تَواضُعِ أمَتِهِ”، فرتّلت ذلك النشيدَ الجميلَ والرائعَ، نشيد “تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ”. كم علينا أن نمتلئ فرحًا، نحنُ أيضًا، عندما يزورُنا هذا المخلّصُ الإلهيّ من خلال القربانِ المقدّسِ والنِّعمِ الداخليّة والكلمات التي يقولُها لنا يوميًّا في قلبنا!
maronite readings – rosary.team