الأحد، ٢٦ سبتمبر : القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب
في العهد القديم، كان هناك فهمٌ معيّن لطابع الصلاة الإفخارستيّ. وكانت تُعتبَر خَيمة العهد (راجع خر 25)، وبعدها هيكل سليمان، صورة للخليقة كلّها، مجتمعةً حول ربّها لتعبده وتخدمه… وكما أنّه، بحسب رواية الخلق، كانت السماء كانت بمثابة ستائر، فإنّ الستائر يجب أن تشكّل جدران الخيمة. وأيضًا كما أنّ المياه التي من تحت جُمعت وفُصلت عن المياه التي من فوق، كان رداء الهيكل يفصل قُدس الأقداس عن المساحات الخارجيّة… والشمعدان بأعمدته السبعة رمزٌ لنيّرات السماء. والحملان والطيور تمثّل وفرة المخلوقات الحيّة التي تسكن المياه والأرض والجوّ. وكما أنّ الأرض أوكِلَت للإنسان، فعلى رئيس الكهنة واجب القيام في الهيكل… لقد بنى الرّب يسوع المسيح، مكان هيكل سليمان، هيكلاً من الحجارة الحيّة (راجع 1بط 2: 5)، أي شَرِكة القدّيسين. هو يقف في وسط الهيكل كرئيس الكهنة الأزليّ، وهو على مذبحه القربان المقدَّم إلى الأبد. وكلّ الخليقة أصبحت مشارِكةً في هذه الليتورجيا: تشارك ثمار الأرض في التقادم السرّيّة، وكذلك الأزهار والأنوار، وجدران الهيكل وستائره، والكاهن المكرّس والمسحة وبَرَكة بيت الله. والكروبين ليسوا غائبين، فصورتهم المنحوتة تحرس قدس الأقداس. ويحرص الرهبان الآن، وهم صورة الكروبين الحيّة، على ألاّ يتوقّف أبدًا تسبيح الله، لا على الأرض ولا في السماء… فأناشيد التسبيح التي ينشدونها منذ الفجر تدعو الخليقةَ كلّها لتجتمع وتسبّح الربّ: الجبال والتلال، الأنهار والسيول، البحار والأرض وكلّ ما يعيش فيها، الغيوم والرّياح، المطر والثلج، جميع سكّان الأرض، والبشر كلّهم بمختلف حالاتهم وأعراقهم، وأخيرًا سكّان السماوات، أي الملائكة والقدّيسين (دا 3: 57 – 90) … فعلينا أن ننضمّ، بواسطة ليتورجيّتنا، إلى هذا التسبيح الأزليّ لله. ما المقصود بـ “نحن”؟ ليس فقط الرهبان المكرّسين، بل كلّ الشعب المسيحيّ.
maronite readings – rosary.team