الأحد، ٢٦ يونيو : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
قبل قرون من مجيء الربّ يسوع، كان الأنبياء جميعهم واحد تلو الآخر، يقومون بوظائفهم، واقفين في أعلى البرج، منتظرين مجيئه في عتمة الليل. كانوا يسهرون طوال الليل لئلاّ يفاجئهم لحظات شروق الشمس الأولى… “أللَّهُمَّ أنتَ إلهي إلَيكَ بكَرتُ إلَيكَ ظَمِئَت نَفْسي وتاقَ جَسَدي. كأرضٍ قاحِلةٍ مُجدِبَةٍ لا ماءَ فيها” (مز63[62]: 2). “آه لو تمزّق السماوات وتنزل! فإنّ الجبال تذوب في وجودك كما لو كانت تحت تأثير النار… منذ بدء العالم، لم تستطع العين أن ترى، يا إلهي، من العظائم التي أعددتها لِلَّذينَ أحبّوك وانتظروا مجيئك” (راجع إش 64: 1؛ 1كور 2: 9). غير أنّه إذا وجد أناس تمسّكوا بهذا العالم ولم يترفّعوا عنه، فهؤلاء كانوا أيضًا خدّامًا لله. فقد أُعطوا الأرض ليتشاركوا بها، وكما وعد العليّ بنفسه، فإنّ هذه الأرض هي هديّتهم. أمّا مكافأتنا نحن، فهي تتعلّق بالعالم الآتي… وهذا ما قام به أيضًا خدّام الله الذين تخطّوا هباته الأرضيّة على الرغم من قيمتها بهدف التمسّك بوعود تفوقها جمالاً بعد. لقد ضحّوا بكلّ ما كانوا يملكون من أجل تحقيق هذا الرجاء. لم يرضوا إلاّ بالوصول إلى كمال خالقهم على الأقلّ وكانوا يتوقون إلى رؤية وجه مخلّصهم. ووصل بهم الأمر إلى قبول زوال الأرض وتمزّق السماوات وانحلال عناصر العالم كلّها شرط أن يظهر في النهاية وإلى قبول انهيار العالم على العيش والبقاء من دونه! كانت رغبة المتعبّدين لله في إسرائيل بهذه القوّة، رغبة انتظار ما يجب أن يتمّ… وقد أثبت دأبهم أنّ هناك ما يستحقّ الانتظار. وبعد أن جاء الربّ ورحل من جديد، أصبح الرُّسل شديدي الإدراك ومفعمين بالتطلّعات كما الأنبياء. وهكذا، استمرّت معجزة الانتظار بجوّ من المواظبة.
maronite readings – rosary.team