الأحد، ٢٨ أغسطس : القدّيس بونافَنتورا
إنّ أصل الكتاب المقدّس لا يتحدّد في البحث الإنساني، بل في الظهور الإلهي الصادر “من عندِ أَبي الأنوارِ”، “الَّذي منهُ تَستَمِدُّ كُلُّ أُسرَةٍ اسمَها في السَّماءِ والأرضِ” (يع 1: 17؛ أف 3: 15). مِنهُ، ومن خلال ابنِه، ربّنا يسوع المسيح، حلَّ فينا الرُّوح القدس. ومن خلال الرُّوح القدس الذي شاركَنا بمواهبه ووزَّعَها علينا بحسب مشيئتِه (راجع عب 2: 4)، أُعطِيَ لنا الإيمان، “وأقامَ المسيحُ فِي قلوبِنا بالإيمان” (أف 3: 17). من هذه المعرفة للرّب يسوع المسيح كما من مصدرها، انبَثقَتْ صلابة الكتاب المقدّس إضافة إلى فِطنَتِه. لذا، من المستحيل معرفة الكتاب المقدّس بدون امتلاك الإيمان بالرّب يسوع المسيح أوّلاً، بصفته نور الكتاب المقدّس ومدخله وأساسه. إنّ ثمرة الكتاب المقدّس ليست أمرًا بسيطًا. إنّها ملء الفرح الأبدي. ففي الكتاب المقدّس، نجد “كَلامُ الحَياةِ الأبَدِيَّةِ” (يو 6: 68)؛ كُتِبَ الإنجيل لا لكي نُؤمنَ فقط، بل لكي نَمتلكَ الحياة الأبديّة التي من خلالها سنُبصرُ وسنُحبّ وستَتحقَّق رغباتُنا كلّها. وبعد تحقُّق رغباتِنا كلّها، سنَعرفُ حقيقةً “مَحَبَّةَ المَسيحِ التي تَفوقُ كلَّ معرِفَة”، وبالتالي سنَمتَلئ “بكُلِّ ما في اللهِ من كَمال” (أف 3: 19). يهدف الكتاب المقدّس بقوّة إلى أن يُعرّفَنا بهذا الملء. لذا، يجب أن يُدرَسَ الكتاب المقدّس وأن يُعلَّمَ وأن يُسمَعَ بهذه النيّة وبغية بلوغ هذا الهدف.
maronite readings – rosary.team