الأحد، ٢٩ أغسطس : القدّيس بيدُس المُكرَّم
إن يوحنا المعمدان، بشيرُ النعمة ورسولُ الحق الذائع الصيت، مِشعلُ الرّب يسوع المسيح قد صار إنجيليَّ النور الأبدي. ها إنَّ الشهادة النبويّة التي دأبَ على تجسيدِها في رسالتِه وأعماله وطوالَ مسيرة حياته يوقعُها اليومَ بدمِه واستشهاده. إنّه السّابق الدائمُ للرّب إذ أعلنَ بميلاده مجيءَ الرّب يسوع المسيح إلى العالم، وجسّدَ مقدّمًا بعِماد التائبين في نهر الأردن مشهدَ الآتي ليؤسّسَ لعماده. عاشَ يوحنا المعمدان مسبقًا موتَ المخلّص الفادي الذي أعطى العالمَ الحياة وذلك بسفكِ دمه عربونَ محبّته للرّب يسوع المسيح. عبثًا رماهُ الطاغية في زنزانةٍ وقيّده بالسلاسل. فلن تستطيعُ السلاسلُ أن تقيّدَ من فتحَ قلبَه المتحرِّر للملكوت بالمسيح! كيف للظلمة وفظائعُ التنكيل في زنزانةٍ بسيطة أن ينالا من الذي عاين مجدَ الرّب يسوع المسيح وتلقى منه مواهبَ الرُّوح؟ ها هو قد سلّمَ رأسَه طوعًا للسَيّاف؛ فكيفَ لمن جعلَ منَ الرّب يسوع المسيح رأسًا له أن يفقدَ رأسَه؟ ها إنّ السرورُ يغمرُ قلبَه بإتمام دور السّابق في هذا اليوم ورحيله عن هذا العالم. فمن شهدَ للرّب يسوع المسيح الآتي والحاضر وهو على قيد الحياة، يعودُ لينادي به اليومَ عند الممات. فكيف يقوى مثوى الأموات على احتجاز هذا الرسول المتحرِّر من قبضته؟! يغمرُ الصالحين والأنبياءَ والشهداءَ فرحُ مرافقة يوحنا لملاقاة الملخّص فيحيطونه بالتهاليل والتّسابيح ولهيب المحبة، ويرجون معه منذ الآن مجيء الرّب يسوع المسيح إلى خاصّتهم. يا سابق الفادي العظيم… لن يتأخر أبدًا من سيحرِّرُكَ من الموت إلى الأبد. هلمَّ وادخل برفقة الرّب يسوع المسيح مع موكبِ القدّيسين خدرَ المجد الإلهي!
maronite readings – rosary.team