الأحد، ٢ فبراير : أوريجينُس

“وإِذا امْرَأَةٌ مَنزوفةٌ مُنْذُ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنةً تَدْنو مِن خَلْف، وَتَلَمِسُ هُدْبَ رِدائِه” (مت 9: 20). فإن حصلت هذه المرأة على الكثير من المنافع بلمس طرف ردائه، كم بالأحرى علينا أن نفكّر بسمعان الشيخ الّذي “حَمَله عَلى ذِراعَيهِ”، وفيما هو ممسكٌ به بين ذراعيه، استسلم للفرح إذ أدرك إنّه يحمل الطفل الّذي أتى ليعلن “لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم” (لو 4: 18)، وأنّه بنفسه (أي سمعان) سوف يُحرَّرُ من قيود الجسد؟ وأدرك أيضًا أن ليس باستطاعة أحد أن يحرّر البشر من سجن الجسد وأن يعطي رجاء الحياة الآتية إلّا ذاك الّذي يحمله بين ذراعيه. فتوجّه إليه بالكلام قائلاً: “الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقًا لِقَوْلِكَ”. لأنّني لم أحمل الرّب يسوع منذ زمن، لم أضمّه بين ذراعي منذ وقت طويل، فقد كنت مسجونًا ولم يكن باستطاعتي أن أتحرّر من قيودي. لا يجب علينا فقط أن نفهم هذه الكلمات كأنّها آتية من سمعان الشّيخ فقط، بل، من كلّ الجنس البشريّ. فإذا ترك أحدٌ هذا العالم، إذا تحرّر من السجن ومن مسكن الأسرى لينال الملوكيّة، فليأخذ الرّب يسوع بين يديه وليضمّه بين ذراعيه؛ فليحمله بالكامل على قلبه، حينئذٍ سوف يكون باستطاعته أن يعود إلى المكان الّذي يرغبه وهو مفعم بالفرح.
maronite readings – rosary.team