الأحد، ٣٠ يناير : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
“الماءُ يُطفِئ النَّارَ المُلتَهِبَة والصَّدَقَةُ تُكَفّرُ الخَطايا” (سي 3: 30): فالماء هنا يُقارَنُ بالرّحمة. ولكن كما أنّ المياه تأتي من ينبوع، يجب عليّ أن أفتّش عن ينبوع الرّحمة. وها إنّني قد جدتها عند النبيّ القائل: “لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ ونُعايِنُ النُورَ بِنورِكَ” (مز 36[35]: 10). إنّه هو حقًّا الّذي طلب، في الإنجيل، الماء من المرأة السامريّة… طلب المخلّص الماء من امرأة، متظاهرًا بالعطش لكي يوزّع للعطاش النعمة الأبديّة. في الواقع، لا يستطيع الينبوع أن يعطش، والّذي توجد فيه ماء الحياة لا يستطيع أن يشرب من ماء هذه الأرض الملوّثة. هل عِطش الرّب يسوع المسيح؟ نعم، لقد كان عطشانًا، ليس إلى شراب البشر ولكن إلى خلاصهم؛ كان عطشًا، ليس إلى ماء هذه الأرض بل إلى خلاص الجنس البشريّ. إنّ الرّب يسوع المسيح، الّذي هو الينبوع، جلس على حافة البئر، وجعل ماء الرّحمة يتدفّق عجائبيًّا في المكان نفسه؛ لقد تطهّرت امرأة كان لها ستة أزواج بدفق مياهٍ حيّة. يا له من موضوع يثير الإعجاب: أتت امرأة سطحيّة إلى بئر السامرة، ثمّ ذهبت عفيفة من خلال ينبوع الرّب يسوع! لقد أتت تفتّش عن الماء، فغادرت مع الفضيلة. لقد اعترفت أيضًا بالخطايا الّتي لـمّح إليها الرّب يسوع، وتعرّفت عليه وأعلنت إنّه المخلّص. تركت جرّتها هنا…؛ وأخذت مكانها النعمة إلى المدينة؛ لقد عادت إليها مخفّفة من حملها ومغمورة بالقداسة… تلك الّتي أتت خاطئة، رجعت نبيّة.
maronite readings – rosary.team