الأحد، ٣ نوفمبر : القدّيس لاوُن الكبير
أيّها الإخوة، كلّما فكّرت في أمر إتمام واجبات خدمتي الأسقفيّة، اكتشفت أنّني ضعيف وجبان، ومُثقلٌ بوهن حالي الخاص، وفي نفس الوقت كنت أرغب في العمل بغيرةٍ وشجاعة. غير أننّي أستمدّ قوّتي من الشفاعة الدائمة للكاهن الكليّ القدرة، الأزلي المُشابِه لنا في كُلِّ شيء والمساوي للآب في جوهره، الذي قد أخفض ألوهيّته إلى مستوى الإنسان ورفع الإنسانيّة إلى مستوى الله. أجد فرحًا صحيحًا ومقدّسًا في التدابير التي اتّخذها. فإن كان قد أوكل إلى عديدٍ من الرعاة رعاية قطيعه، فإنّه في الوقت عينه لم يتخلَّ عن حراسة نعاجه المحبوبة. بفضل تلك المعونة الأساسيّة والأبديّة، تسلّمت بدوري حِماية ودعم الرسول بطرس الذي لم يتخلَّ عن مهمّته البتّة. هذا الأساس المتين، الذي يقوم عليه كلّ بنيان الكنيسة، لا يتعب أبدًا من حمل البنيان الذي يستلقي عليه. إنّ صلب هذا الإيمان الذي كرّس نفسه من أجله رأس الرسل لم يفشل. فكما يدوم كلّ ما علّمه بطرس في الرّب يسوع المسيح، كذلك يدوم ما بناه الرّب يسوع في بطرس… إنّ التدبير الذي أراده حقيقة الله- أي الربّ يسوع المسيح- يدوم كذلك. لقد ثابر القدّيس بطرس على الصلابة التي استلمها؛ لم يتخلَّ عن دفّة الكنيسة التي سُلّمت إلى عنايته. ذاك هو، يا إخوتي، ما أحرزته بشرى الإيمان المُلهم من الله الآب في قلب الرسول؛ لقد تلقّى صلابة الصخر التي لا يمكن لأيّ هجوم أن يزعزعها. في الكنيسة جمعاء، بطرس يقول كلّ يوم: “أَنتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱللهِ ٱلحَيّ”.
maronite readings – rosary.team