الأحد، ٤ مايو : القدّيس أوغسطينُس

بَعْدَ قِيَامَتِهِ، ٱلْتَقَى ٱلرَّبُّ يَسُوعُ بِٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، وَكَانَا يَتَحَدَّثَانِ بِجَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي جَرَتْ، فَقَالَ لَهُمَا: “مَا هٰذَا ٱلْـكَلامُ ٱلَّذِي يَدُورُ بَيْنَكُمَا وَأَنْتُمَا سَائِرَانِ؟”. هٰذَا ٱلْمَقْطَعُ مِنَ ٱلْإِنْجِيلِ يَحْمِلُ لَنَا دَرْسًا كَبِيرًا، إِنْ كُنَّا نَعْرِفُ أَنْ نَفْهَمَ. ظَهَرَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ وَوَقَفَ أَمَامَ ٱلتِّلْمِيذَيْنِ، غَيْرَ أَنَّ “أَعْيُنَهُمَا حُجِبَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ”. رَافَقَهُمَا ٱلْمُعَلِّمُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ – وَٱلرَّبُّ هُوَ بِنَفْسِهِ ٱلطَّرِيقُ – أَمَّا هُمَا، فَلَمْ يَكُونَا بَعْدُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ: عِنْدَمَا ٱلْتَقَىٰ بِهِمَا ٱلرَّبُّ يَسُوعُ، كَانَا قَدْ ضَلَّا ذَاكَ ٱلطَّرِيقَ. وَعِنْدَمَا مَكَثَ مَعَهُمَا قَبْلَ آلَامِهِ، تَنَبَّأَ لَهُمَا بِكُلِّ شَيْءٍ: آلَامِهِ وَمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ. كَانَ قَدْ أَعْلَنَ لَهُمَا كُلَّ ذٰلِكَ، وَلٰكِنْ مَوْتُهُ جَعَلَهُمَا يَفْقِدَانِ ٱلذَّاكِرَةَ. “كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيَفْتَدِي إِسْرَائِيلَ”. كَيْفَ أَيُّهَا ٱلتِّلْمِيذَانِ كُنْتُمَا تَرْجُوَانِ، فِيمَا لَمْ يَعُدِ ٱلرَّجَاءُ سَنَدًا لَكُمَا ٱلْآنَ؟ وَلٰكِنَّ ٱلْمَسِيحَ حَيٌّ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلرَّجَاءَ بَاتَ مَيِّتًا فِي دَاخِلِكُمَا. أَجَلْ، إِنَّ ٱلْمَسِيحَ حَيٌّ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱلْـحَيَّ وَجَدَ قُلُوبَ تَلَامِيذِهِ مَيِّتَةً. وَقَفَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمَا، غَيْرَ أَنَّ “أَعْيُنَهُمَا حُجِبَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ”؛ ظَهَرَ، وَلٰكِنَّهُ بَقِيَ مَحْجُوبًا لَهُمَا. لَوْ لَمْ يَظْهَرْ، كَيْفَ كَانَ لِتِلْمِيذَيْهِ أَنْ يَسْمَعَا سُؤَالَهُ وَأَنْ يُجِيبَا عَلَيْهِ؟ لَقَدْ مَشَىٰ مَعَهُمَا وَتَظَاهَرَ بِأَنَّهُ يَتْبَعُهُمَا، فِيمَا كَانَ يَقُودُهُمَا بِنَفْسِهِ. رَآيَاهُ، وَلٰكِنَّهُمَا لَمْ يَتَعَرَّفَا إِلَيْهِ. يَقُولُ ٱلْـكِتَابُ: “عَلَىٰ أَنَّ أَعْيُنَهُمَا حُجِبَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ”. غِيَابُ ٱلرَّبِّ لَيْسَ بِغِيَابٍ. آمِنْ فَقَطْ، وَإِنَّ ٱلَّذِي لَا تَرَاهُ، هُوَ مَعَكَ.
maronite readings – rosary.team