الأحد، ٥ ديسمبر : أوريجينُس
إنّ ولادة يوحنّا المعمدان كانت حافلة بالمعجزات. فتمامًا كما بشّر رئيس الملائكة بمجيء ربّنا ومخلّصنا، كذلك أعلن رئيس الملائكة عن ولادة يوحنّا مضيفًا أنّه “سـيَمتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُس وهوَ في بَطْنِ أُمِّه”. لم يكن الشعب آنذاك يعترف بربّنا الذي كان يجترح المعجزات ويشفي الأمراض، ولكنّ يوحنّا فرح بالربّ وهو ما زال في بطن أمّه. وعندما جاءت أم الرّب يسوع، لم يتمالك يوحنّا نفسه وحاول ملاقاته إذ قالت إليصابات لمريم: “فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني” (لو 1: 44). وفيما كان يوحنّا لا يزال في بطن أمه، امتلأ من الرُّوح القدس. وتابع الكتاب المقدّس في شأن يوحنّا: “سيَرُدُّ كَثيراً مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم”. ولقد ردّ يوحنّا فعليًّا الكثير منهم. أمّا الربّ يسوع، فلم يردّ الكثير منهم بل ردّهم كلّهم. إذ إنّ هذا كان مشروعه، أي أن يردّ العالم كلّه إلى الله أبيه. “ويَسيرُ أَمامَه وفيهِ رُوحُ إيليَّا وَقُوَّتُه”… مثل سائر الأنبياء، كانت القوّة والرُّوح يظلّلان إيليّا… والرُّوح الذي كان يسكن قلب إيليّا، ظلّل يوحنّا. والقوّة التي كانت تملأ قلب إيليّا، تجلّت في يوحنّا. وفي حين صعد إيليّا نحو السماء (2راجع مل 2: 11)، مهّد يوحنّا لمجيء الربّ، ومات قبله لينتقل إلى عالم الأموات ويعلن مجيئه.
maronite readings – rosary.team