الأحد، ٥ يونيو : القدّيس ألريد دو ريلفو
في البدء، ووفقًا لمخطّط الله، كان “رُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه” (تك 1: 2) وكانت قوّته “تَمتَدُّ مِن أَقْصى العالَمِ إِلى أَقصاه وتُدَبّر كُل شيء لِلفائِدَة (حك 8: 1)، أما في إطار عمله لتقديس الإنسان، وبدءًا بيوم العنصرة صار “روح الرَّبِّ يَملأ المَسْكونَة” (حك 1: 7)”، فالآب والإبن يرسلان اليوم روح الوداعة ليقدّس كلّ مخلوق حسب المخطّط الجديد وبطريقة جديدة وتعبير جديد عن جبروته وقوّته. ومن قبل “لَم يكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد” (يو 7: 39) أما اليوم فقد فاض هذا الرُّوح من الأعالي السماوية بكلّ غناه وخصوبته على الإنسان الفاني، فهذا الندى الإلهي يمتدّ كذلك على الأرض كلّها ناشرًا مواهبه الروحية. إن فيض غناه قد غمرنا من أعالي السماوات بما أنّه وقبل أيام قليلة، وبفضل سخاء أرضنا، تلقّت السماء ثمرة عظيمة الوداعة. إن إنسانية المسيح هي نعمة الأرض أمّا روح المسيح فهي عذوبة السماء، فحدث بالتالي تبادلاً خلاصيًّا بامتياز لأن إنسانيّة المسيح ارتفعت من الأرض إلى السماء، أمّا اليوم فقد تنازلت السماء وأتت إلينا عبر روح المسيح. إنّ الرُّوح القدس يعمل في كلّ مكان وينطق في كلّ مكان. ومما لا شكّ فيه أنّ روح الرّبّ قد أعطي للتلاميذ قبل صعود الرّب إلى السّماء عندما “نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم” (يو 20: 23-24). ولكن قبل العنصرة لم نسمع صوت الرُّوح القدس ولم نَرَ إشراقة قوّته. ولم تصل معرفته إلى التّلاميذ الذين لم يكونوا قد تحلّوا بالشجاعة بعد، إذ كان الخوف مسيطرًا عليهم مجبرًا إيّاهم على البقاء مختبئين في العلية. ولكن ومنذ ذاك اليوم صار ” صَوتُ الرَّبِّ على المِياه … صَوتُ الرَّبِّ يَقُدُّ شُهُبَ نار… وكلٌّ يقولُ في هَيكَلِه: لَه المَجْد” (مز 29[28]: 3+7+9).
maronite readings – rosary.team