الأحد، ٦ مارس : الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
إنّ المبادرة اللطيفة للرّب يسوع الذي اقترب من البرص لمواساتهم وشفائهم تجد تفسيرها الكامل والغامض في آلامه. فوسط العذاب والتشويه الناتجين عن عرق الدم والجلد وإكليل الشوك والصلب، وسط تخلّي الناس الذين نسوا أعماله الحسنة كلّها، تشبّه الرّب يسوع في آلامه بالبرص وأصبح صورةً عنهم ورمزًا لهم، كما استوحى النبي إشعيا خلال التأمّل بسرّ عبد الله: “فإِنَّه نَبَتَ كفَرْعٍ أَمامَه وكأَصلٍ مِن أَرضٍ قاحِلَة لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه. مُزدَرًى ومَتْروكٌ مِنَ النَّاس رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلَم ومِثلُ مَن يُستَرُ الوَجهُ عنه مُزدَرًى فلَم نَعبَأْ بِه. لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا واحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً” (إش 53: 2–4). لكن من جروح جسد الرّب يسوع المعذّب ومن قوّة القيامة بالتحديد فاضت الحياة والرجاء لجميع الناس المصابين بالشرّ والعاهات. كانت الكنيسة دائمًا وفيّة لرسالتها التي تتضمّن التبشير بكلام الرّب يسوع المسيح، ومتّحدة مع الأعمال الملموسة للرحمة المتضامنة تجاه الأشخاص الأكثر تواضعًا وتجاه الأخيرين. على مرّ العصور، حصل تنامي في التفاني المؤثّر والرائع لمصلحة أولئك المصابين بالأمراض التي كانت تعتبر الأكثر إثارة للاشمئزاز. لقد أظهر التاريخ بوضوح واقعة أنّ المسيحيّين كانوا أوّل مَن اهتمّ بمشكلة البرص. وقد شكّل الرّب يسوع قدوة في هذا المجال؛ حمل ثمارًا كثيرة من حيث أعمال التضامن والتفاني والكرم والمحبّة الخالية من أيّة مصلحة.
maronite readings – rosary.team