الأحد، ٦ نوفمبر : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
يجب الاعتراف بأنّ أحد أخطر تأثيرات العلمانيّة (في المجتمع) يتمثّل بواقعة حصر الإيمان المسيحي ضمن هوامش الوجود، كأنّ هذا الإيمان غير مجدٍ في كلّ ما يتعلّق بالحياة اليوميّة للبشر. إنّ فشل نمط الحياة الّذي يعتبر “أنّ الله غير موجود” أصبح الآن واضحًا أمام عيون الجميع. لذلك، أصبح ضروريًّا اليوم إعادة اكتشاف أنّ الرّب يسوع المسيح ليس مجرّد قناعة شخصيّة أو عقيدة نظريّة، بل هو شخص واقعي، أدّى دخوله في التاريخ إلى تجديد حياة الجميع. لذا، فإنّ الإفخارستيا، كمنبع وكقمّة لحياة الكنيسة ولمهمّتها، يجب أن تُترجم من خلال الرُّوحانيّة، ومن خلال الحياة “وفقًا للرُّوح” (راجع رو 8: 4؛ غل 5: 16+25). بالفعل، إنّه لأمر معبّر أن يقوم القدّيس بولس، في المقطع من الرسالة إلى أهل رومة حيث يدعو إلى عيش العبادة الرُّوحيّة الحقيقيّة، بالتذكير في الوقت عينه بضرورة تغيير نمط العيش والتفكير: “لا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل” (رو 12: 2). بهذه الطريقة، أشار رسول الأمم إلى الرّابط بين العبادة الروحيّة الحقيقيّة (رو 12: 1)، وضرورة إيجاد طريقة جديدة لفهم الوجود ولإدارة الحياة. إنّ تجديد طريقة التفكير هو جزء لا يتجزّأ من الشكل الإفخارستي للحياة المسيحيّة، “فإِذا تَمَّ ذلِكَ لم نَبْقَ أَطْفالاً تَتقاذَفُهم أَمْواجُ المَذاهِب” (أف 4: 14).
maronite readings – rosary.team