الأحد، ٨ مايو : القدّيس غريغوريوس الناريكيّ
أيّها الربّ الرحيم الكلّي الرّأفة وصديق الإنسان (راجع حك 1: 6)…، عندما تتكلّم، لا شيء مستحيل، حتّى ما يبدو مستحيلاً لعقلنا: أنت هو مُعطي الثمرة الطيّبة مقابل أشواك هذه الحياة القاسية… “نَسَمَةُ أُنوفِنا، مَسيحُ الرَّبِّ” (مرا 4: 20) وبهاء سعادتنا…، أنت النورُ ومعطي النور، أنت لا تستهوي الشرّ ولا تريد هلاك أحد، أنت “لَيسَ هَواك في مَوتِ مَن يَموت” (حز 18: 32). يا من لا يهزّه الاضطراب ولا يخضع للغضب؛ لستَ متقلِّبًا في حبّك، ولا متبدّلاً في رحمتك؛ أنت لا تتغيّر أبدًا في صلاحك. أنت لا تدير ظهرك ولا تحيد بوجهك، إنّما أنت بالكامل نور وإرادة للخلاص. تستطيع أن تصفح متى شئت؛ تقدر أن تشفي متى شئت؛ بإمكانك أن تحيي متى شئت؛ أنت سخيّ في وَهب نعمتك متى شئت؛ أنت قادر أن تمنح الصّحة متى شئت… أنت مُبدع عندما تريد أن تجدّد؛ وأنت هو الله عندما تريد أن تُقيم من بين الأموات… إن أردت أن تمّد لنا يد العون، حتّى قبل أن نطلب منك، فلا شيء يمنعك… إن أردت أن تثبّتني أنا المتزعزع، فأنت الصّخرة؛ وإن شئت أن تعطيني ماءً، أنا العطشان، فأنت النّبع؛ وأنت النور إذا ما أردت أن تظهر ما هو محجوب… أنت الذي ناضلتَ بقوّة من أجل خلاصي… لقد حملتَ في جسدك الطاهر كلّ آلام العقوبات الّتي كنّا نستحقّها، لكيما، بمثالك، تُظهِر بالفعل الرّأفة التي تكنُها لنا.
maronite readings – rosary.team