الأربعاء، ١١ مايو : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
في قلب الاحتفال بالإفخارستيّا، نجد الخبز والخمر اللذين يتحوّلان بكلمات الرّب يسوع المسيح، واستدعاء الرُّوح القدس، إلى جسد الرّب يسوع المسيح ودمه. أمانة منها لأوامر الرّب يسوع وتذكارًا له حتى عودته المجيدة، تستمرّ الكنيسة في تجديد ما صنعه عشيَّة َآلامه: “أخذ خبزًا…”، “أخذ الكأس المملوءة خمرًا”… بتحوّل الخبز والخمر سرّيًّا إلى جسد المسيح ودمه، لا ينفكّان يرمزان، في الوقت عينه، إلى جودة الخليقة. كذلك، في صلاة التقدمة، نشكر الخالق على الخبز والخمر، ثمرة “عمل الإنسان” ولكن هما قبل كلّ شيء، “ثمرة الأرض” و”ثمرة الكرمة”، من عطايا الخالق. ترى الكنيسة في ملكيصادق، الملك والكاهن، الذي “قدّم خبزًا وخمرًا” (تك 14: 18) صورة مسبقة لتقدمتها. في العهد القديم، نجد أنّ الخبز والخمر يقدّمان قربانًا من بواكير الأرض، كعلامة اعتراف بالخالق. ولكنّهما يكتسبان في إطار سفر الخروج، معنىً جديدًا: خبز الفطير الذي يأكله بنو إسرائيل كلّ سنة في عيد الفصح يذكّرهم بخروجهم المحرّر، على عجل، من مصر. كما أنّ منّ الصحراء يذكرهم بأنّهم يحيون دائمًا من خبز كلمة الله (تث 8: 3). أخيرًا، الخبز اليوميّ هو ثمرة أرض الميعاد، عربون أمانة الله لِوُعوده. كأس البركة (1كور 10: 16) في ختام الفصح اليهوديّ تضيف على نشوة الخمر بُعدًا إسكاتولوجيًا متأتيًا من الانتظار المسيحانيّ لإعادة بناء أورشليم الجديدة. لقد أعطى الرّب يسوع، برسمه سرّ الإفخارستيا، معنى جديدًا ونهائيًا لبركة الخبز والكأس. معجزات تكثير الخبزات، عندما بارك الربّ الخبزات وكسرها ووزّعها بواسطة تلاميذه لإطعام الجمع، هي صورة مسبقة لوفرة هذا الخبز الإفخارستيّ الوحيد. آية المياه المحوّلة خمرًا في عرس قانا تعلن مسبقًا الساعة التي يتمجّد فيها الرّب يسوع (يو 2: 4-11). يظهر اكتمال وليمة العرس في ملكوت الآب، حيث يشرب المدعوّون الخمرة الجديدة (مر14: 25) الّذي تحوّلت إلى دم الرّب يسوع المسيح.
maronite readings – rosary.team