الأربعاء، ١٩ أكتوبر : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
عندما خلق الله الإنسان، الرجل والمرأة، قال لهما: “اِنْموا واَكْثُروا وامْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها” (تك 1: 28). لقد كان هذا القول -نوعًا ما- وصيّة الله الأولى وقد ارتبطت بنظام الخلق نفسه. هكذا يجيب العمل البشريّ على مشيئة الله. عندما نقول: “لتكن مشيئتك”، يجب أن نُقَرِّب هذه الكلمات إلى العمل الّذي يملأ كلّ أيّام حياتنا. نحن ندرك أنّنا نطابق مشيئة الخالق هذه عندما يكون عملنا والعلاقات الإنسانيّة المتأتيّة من هذا العمل مطبوعة بقِيَم المبادرة، والشجاعة، الثقة والتضامن، هذه الصّفات الّتي هي انعكاس التشابه الإلهيّ فينا. لقد أعطى الخالق للإنسان سلطة السيطرة على الأرض وطلب منه أيضًا أن يتقن بعمله نفسه الحدود الّتي أوكلها إليه، وأن يستعمل كلّ طاقاته لكي يصل إلى التطوّر الفرح في شخصيّته وفي الجماعة بكاملها. بعمله، يطيع الإنسان الله ويجيب على ثقته. هذا ليس ببعيد عن الطلب الوارد في الصّلاة الرّبّية: “ليأت ملكوتك”. يتصرّف الإنسان لكي يتحقّق تصميم الله، واعيًّا بأنّه كُوِّن على صورة الله ومثاله وتلقّى منه قوّته، ذكائه وقدراته لكي يحقّق جماعة حياةٍ بالحبّ الطاهر الّذي يحمله إلى إخوته. يتفتّح في حياة الإنسان كلّ ما هو إيجابيّ وصالح ويلتقي بهدفه الحقيقيّ في ملكوت الله. لقد اخترتم جيّدًا هذا الاسم التنظيميّ: “ملكوت الله، حياة الإنسان”، لأنّ هدف الله وهدف الإنسان مرتبطان ببعضهما البعض؛ يتقدّم العالم صوب ملكوت الله بسبب هبات الله الّتي تسمح لديناميكيّة الإنسان. بمعنى آخر، أن نصلّي لكي يأتِي ملكوت الله، هو أن نتوق بكلّ الكيان نحو الحقيقة الّتي هي الغاية القصوى للعمل البشريّ
maronite readings – rosary.team