الأربعاء، ١ يناير : القدّيس بيدُس المُكرَّم
قال إشعيا النّبي: “لِذلك يُؤتيكُمُ السَّيِّد نَفْسُه آيَةً: ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسمه عِمَّانوئيل أَيِ اللهُ معَنا” (إش 7: 14 + مت 1: 23). إنّ اسم المخلص “الله معنا”، الّذي أعطاه النّبي، يعني الطبيعتين (الإلهية والإنسانيّة) اللتين تنتميان الى شخص المخلّص الواحد. في الواقع، إنّ الله الابن الّذي وُلد من الآب قبل كلّ الدهور، هو نفسه عمانوئيل في ملء الأزمنة، أي الله معنا. لقد أصبح كذلك في أحشاء أمه، لأنه تكرّم وقبِل هشاشة طبيعتنا في وحدة شخصه عندما “صارَ الكَلِمَةُ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا”. (يو 1: 14). أي أنه أصبح بطريقة مذهلة ما نحن عليه، دون أن يتوقّف ما كان عليه، بأخذه طبيعتنا البشريّة دون أن يخسر طبيعته الإلهيّة… ” فولَدَت مريم ابنَها البِكَر، … وأسمته يسوع”. (لو 2: 7+21). إذًا اسم يسوع هو اسم الطفل الذي ولد من العذراء، ويعني بحسب تفسير الملاك “الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم” (مت 1: 21) … إنه بالتأكيد هو من سيخلّصنا من دمار النفس والجسد الّذي هو من عواقب الخطايا. أما بالنسبة الى لقب “المسيح” فإنه عنوان الكرامة الكهنوتية والملوكية لأنّ الكهنة والملوك كانوا يدعون بحسب الشريعة القديمة مسحاء بسبب مسحة الزّيت المقدّس. إنّ هذه المسحة بالزيت المقدس تُنبئ بأنّ من أتى الى العالم هو ملك وكاهن حقيقيّ، “مَسَحَهُ اللهُ بِزَيتِ الاِبتِهاجِ دونَ أَصْحابِه” (مز 45[44]: 8). وبسبب هذا الدَّهن أو مسحة الزيت، إنّ الرّب يسوع المسيح بشخصه وكل الذين يشتركون في هذه المسحة، أي في هذه النعمة الروحية، هم يدعون “مسيحيين”. وبما أن المسيح هو المخلص، يمكنه أن يخلّصنا من خطايانا؛ ولأنه الكاهن يمكنه أن يصالحنا مع الله الآب؛ وبما انه ملك فقد تكرّم وأعطانا مملكة أبيه الأبدية.
maronite readings – rosary.team