الأربعاء، ٢٠ أكتوبر : القدّيس بِرنَردُس
إنّ كلمة الآب، ابنُ اللهِ الوَحِيد، شمسُ البِرّ (ملا 3: 20) هو التَّاجر العظيم الذي دفع ثمن خلاصنا. فهذه تجارة ثمينة جدًّا لن نتمكّن من تقدير قيمتها أبدًا، حيث تحوّل ابن الملك إلى “فَكَّة”، وحيث تم استبدال المعدن بالذهب، وتمّت التضحية بالصالح من أجل الخاطئ. الرحمة المجانيّة بالكامل، الحبّ المتجرّد بالكامل، الصلاح المدهش، وتجارة تفتقر كليًّا إلى التوازن حيث يُسلم ابن الله عوضًا عن الخادم، وحيث يموت الخالق من أجل المخلوق وحيث يخضع الربّ للمحاكمة مكان عبده. أيها الربّ يسوع! هذه هي أعمالكَ، أنت الذي نزلتَ من ضياء السماء إلى ظلمة الجحيم التي نعيش فيها لتُنيرَ عتمة سجننا. لقد نزلتَ عن يمين العظمة الإلهيّة إلى بؤسنا البشري لتفتَدي الجنس البشري؛ لقد نزلتَ من مجد الآب إلى الموت على الصليب، لتغلبَ الموت وصانعَه. أنتَ وحدَكَ، وما من أحد سواكَ لبّى دعوة طيبتكَ اللامتناهية لتفتَدينا… ليخرج جميع تجار تيمان من هذا المكان (راجع با 3: 23): فأنتَ لم تخترهم، لكنكَ اخترت إسرائيل، أنتَ يا مَن “أخفَيتَ هذه الأشياءَ على الحُكَماءِ والأذكِياء، وَكَشَفتَها لِلصِّغار” والخدّام المتواضعين (لو10: 21). أيّها الربّ، إنّني أعتنق هذه التجارة بكلّ غبطة لأنّها تجارتك، فأتذكّر كلّ أعمالك لأنّكَ تريد منّي أن أقوم بهذه التجارة… لذا، سأتاجر بهذه الوزنة التي منحتني إيّاها بانتظار مجيئكَ، وسأسير أمامكَ بكلّ سرور. وأطلب من الله أن أسمع منه هذه الكلمات العذبة: “أَحسَنتَ أيّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ” (مت 25: 21).
maronite readings – rosary.team