الأربعاء، ٢١ سبتمبر : المُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958
فلنَقتدِ بعمق محبّة الرّب يسوع نفسه، مثال المحبّة الأسمى تجاه الكنيسة. والكنيسة، عروس المسيح هي حتمًا فريدة ولكنّ حبّ العريس السماوي يمتدّ واسعًا إلى درجة عدم استثناء أحد، فهو يعانق الجنس البشري كلّه من خلال عروسه أي الكنيسة. إن أراق مُخلّصنا دمه على الصليب، فذلك ليصالح الناس أجمعين مع الله ويجمعهم في جسدٍ واحد حتّى لو كانوا من أعراق وأمم مختلفة. وحبّ الكنيسة لا يتطلّب منّا فقط أن نكون أعضاء بعضنا لبعض (رو 12: 5)، متحلّين بالاهتمام المشترك، “فإِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء، وإِذا أُكرِمَ عُضوٌ سُرَّت معَه سائِرُ الأَعضاء” (1كور 12: 26)؛ بل يتطلّب منّا أن نتعرّف أيضًا بإخوة لنا في الرّب يسوع المسيح بحسب الجسد بين أناس لم يتّحدوا معنا في جسد الكنيسة وهم مدعوّون مثلنا إلى الخلاص الأبدي نفسه. ولا شكّ في أن هناك، ويا للأسف، ما يكفي اليوم من الناس الذين يتباهون بالعنف والكراهية والغيرة كوسيلة لرفع كرامة الإنسان وقوّته والتغنّي بهما. أمّا نحن الذين ندرك بألمٍ تلك الثمار المرّة لهذه التعاليم، فإنّنا نتبع ملك السلام الذي لم يعلّمنا أن نحبّ مَن هُم مِن غير أمّتنا أو أصلنا فحسب (راجع لو 10: 33)، بل أن نحبّ أعداءنا أيضًا (راجع لو 6: 27). فلنحتفل مع القدّيس بولس، رسول الأمم “بطول وعرض وارتفاع وعمق محبّة المسيح” (أف 3: 18)، تلك المحبّة التي لا يقوى عليها تنوّع الشعوب والتقاليد، ولا تقدر عمق المحيطات على خفضها، ولا حتّى الحروب أكانت أسبابها عادلة أم مجحفة على تقسيمها.
maronite readings – rosary.team