الأربعاء، ٢١ مايو : المجمع الفاتيكانيّ الثاني

بالاتفاق مع اختبار الأجيال، يعلّم الكتاب المقدّس العائلةَ الإنسانيّة أنّ التقدّمَ، الذي هو خيرٌ كبير للإنسان، يحمل في طيّاته أيضًا تجربةً خطيرة. فعندما يَتبَلبل ترتيبُ القيم ويختلط الخير بالشرّ، لا ينظرُ الأفراد والجماعات إلاّ إلى منافعهم الخاصّة، لا إلى منافع الغير. فالعالم لا يُظهِر بَعدُ موضعًا لأُخُوَّةٍ حقّة، بينما يهدّد سلطان الإنسان المتزايد بإهلاك الجنس البشري نفسه. وربَّ سائلٍ: هل من المستطاع التغلّب على شقاءٍ كهذا الشقاء: فيجيب المسيحيّون مجاهرين أنّ كلّ الأعمال الإنسانيّة… هي بحاجة إلى أن تتطهّر فتبلغَ كمالها بواسطة صليب المسيح وقيامته. وبما أنّ الرّب يسوع المسيح قد افتدى الإنسان وجعله خليقةً جديدة في الرُّوح القدس، يستطيع هذا الإنسان، بل عليه، أن يحبّ هذه الأشياء التي خلقها الله نفسُه. فهو يتقبّلها من الله… إن كلمة الله، الرّب يسوع المسيح، هو إنسانٌ كامل دخل تاريخ العالم، فأخذ كلّ شيء على عاتقه جامعًا إيّاه في شخصه (راجع أف 1: 10). وكشف لنا أنّ “الله محبّة” (1يو4: 8)؛ وعلّمنا بالوقت نفسه، أنّ الشريعة الأساسيّة للكمال الإنساني ولتبديل وجه العالم هي وصيّة الحبّ الجديدة. إنّه يحمل الذين يؤمنون بالمحبّة الإلهيّة على اليقين، بأنّ طريقَ الحبّ مفتوحةٌ أمام البشر أجمعين، وإنّ الجهدَ لتوطيد أخوّة شاملة ليس باطلاً. ويلفت انتباهنا أيضًا إلى أنّ هذه المحبّة يجب ألاّ تمارَس فقط بأعمالٍ تُبهر، بل بالأعمال اليوميّة قبل كلّ شيء. وإنّه إذ قبل أن يموت لأجلنا جميعًا نحن الخطأة، علّمنا بمثله على أن نحمِلَ ذلك الصليب الذي يحسّ بثقله على أكتافهم، من جرّاء الجسد والعالم، أولئك الذين يسعون وراء العدل والسلام.
maronite readings – rosary.team