الأربعاء، ٢٢ مارس : القدّيس أوغسطينُس
نَجِد في الإنجيل أن الرّب يسوع قد أقام ثلاث أموات بطريقة مرئيّة، لكن هناك ألوف آخرين قد أقامهم من الموت بصورة غير مرئيّة … إنّ ابنة رئيس المجلس (راجع مر 5: 22)… وابن أرملة نائين ولعازر (راجع يو 11)… هم رمز لثلاثة أنواع من الخطأة الذين يقيمهم الرّب يسوع في أيّامنا أيضًا: الصبيّة كانت لا تزال نائمة في منزل والدها …، ابن ارملة نائين لم يعد في منزل والدته إنّما لم يكن قد صار بعد في القبر…؛ لعازر كان قد دُفن … يوجد إذًا أناس خطيئتهم ما زالت في قلبهم، لكنّهم لم يرتكبوها بعد… لقد قبلوا بالخطيئة أي أنّ الميّت هو في داخل نفسهم ولم ينتقل بعد الى الخارج. والحال هذه، قد يحدث غالبّا أنّ بعض الناس يمرّون بهذه الخبرة في داخلهم: بعد سماعهم كلمة الله، يبدو كأنّ الرّب يقول لهم: “قُـمْ”. فيستنكرون قبولهم للشرّ ويأخذون نَفَسًا جديدًا لكي يعيشوا في الخلاص والبرّ… آخرون، بعد قبولهم بالخطيئة، ينتقلون الى الفعل، فينقلون الميْت الذي كان مخبَّأ في أعماقهم ليعرضوه أمام الجميع. هل نيأس منهم؟ ألم يَقُل الربّ لذلك الشاب: “يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!”؟ ألم يُعِده الى أمِّه؟ هذا ينطبق على مَن تصرّف بهذا النمط: إذا تأثّر بعمق بكلمة الحق، فسيقوم من الموت عند سماعه صوت الرّب يسوع المسيح؛ لقد عاد الى الحياة. لقد قام بخطوة أخرى في طريق الخطيئة، لكنّه لم يتمكّن من الهلاك الأبدي. فيما يخصّ الذين يكبّلون ذاتهم في عادات سيّئة الى حدّ فقدانهم حتى رؤية الشرّ الذي يرتكبون، فهم يسعون كي يبرّروا أعمالهم الشريرة وهم يغضبون حين يلومهم أحد… هؤلاء هم مسحوقون تحت ثقل الخطيئة ويبدون كأنّهم مدفونون في القبر… الحجر الموضوع على القبر هو قوّة العادة الطاغية التي ترهق النفس وتمنعها من النهوض ومن التنّفس. إذًا فلنُصغي جيّدًا، أيّها الإخوة الأحبّاء، ولنعمل كي يحيا الأحياء، ومّن هُم موتى كي يقومون… ليتب هؤلاء الموتى جميعهم… ومَن هم أحياء، فليحافظوا على حياتهم ومَن هم مائتون فليُسرعوا الى القيامة.
maronite readings – rosary.team