الأربعاء، ٢٤ يناير : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
شكّل يعقوب ابن زبدى، المدعوّ أيضًا يعقوب الأكبر، مع بطرس ويوحنّا، الرسل الثلاثة المفضّلين لدى الرّب يسوع، والمقبولين للحضور في الأوقات المهمّة من حياته. لقد شارك يعقوب، إلى جانب بطرس ويوحنّا، في لحظات نزاع الرّب يسوع في الجسمانيّة وفي حدث التجلّي. إنّها حالات مختلفة عن بعضها البعض. في إحدى الحالات، اختبر يعقوب مع الرسولَين الآخرَين مجد الربّ، كما رآه يحاور موسى وإيليّا، وأبصر صورة الألوهيّة المتلألئة في الرّب يسوع. وفي حالة أخرى، وجد نفسه أمام العذاب والتواضع حيث رأى بعينَيه كيف اتّضع ابن الله حين أطاع حتّى الموت. لقد كان هذا الاختبار الثاني فرصة له كي ينمو بالإيمان، وكي يصحّح التفسير السطحي والمنتصر للاختبار الأوّل الذي عاشه: لقد أدرك أنّ المسيح المُنتظر من قِبل الشعب اليهودي كقائد منتصر، لم يكن في الواقع مكلّلاً بالمجد والكرامة فقط، إنّما أيضًا بالآلام والضعف. إنّ مجد الرّب يسوع المسيح تجلّى بالتحديد على الصليب، من خلال المشاركة في آلامنا. لقد اكتمل هذا النضج في الإيمان من خلال الرّوح القدس في العنصرة، وكانت نتيجته أنّ يعقوب لم يهرب عندما حان وقت الشهادة. في بداية الأربعينات من القرن الأوّل، أخبرنا لوقا أنّ الملك هيرودس أغريبا، نسيب هيرودس الكبير، “قَبَضَ على بَعضِ أَهلِ الكَنيسة لِيُوقِعَ بهِمِ الشَّرَّ، فقَتَلَ بِحَدِّ السَّيفِ يَعقوبَ أَخا يوحَنَّا” (أع 12: 1-2)… يمكننا إذاً أن نتعلّم من القدّيس يعقوب عدّة أمور: السّرعة في تلبية نداء الربّ حتّى عندما يطلب منّا أن نترك “سفينة” أمننا البشري (راجع مت 4: 21)، الحماسة في اتّباعه على الطرقات التي يدّلنا عليها متخطّين انطباعاتنا الوهميّة، الاستعداد للشهادة له بشجاعة، حتّى التضحية بالحياة عند الحاجة. هكذا ظهر لنا يعقوب الكبير كمثال حيّ عن الانتماء غير المحدود للرّب يسوع المسيح. هو الذي طلب في البداية، من خلال والدته، أن يجلس إلى جانب المعلّم في ملكوته، كان هو بالتحديد أوّل مَن شرب كأس الآلام، ومَن تشارك الشّهادة مع الرّسل.
maronite readings – rosary.team