الأربعاء، ٢٧ يوليو : البابا فرنسيس
إن الأمور الجديدة تصيبنا دائما بنوع من الخوف، لأننا نشعر بثقة أكبر عندما نعرف أن كل شيء تحت السيطرة، وإن كنا نحن من يقوم بالتشييد، وبالبرمجة، وبتخطيط حياتنا بحسب صيغنا، وبحسب ما يعطينا الأمان، وبحسب أذواقنا. إن هذا هو ما يحدث أيضا مع الله. فغالبا ما نتبعه، ونستقبله، ولكن حتى نقطة معينة؛ فمن الصعب أن نترك أنفسنا كليًّا له بثقة كاملة، تاركين للرُّوح القدس أن يصبح المُحرك، والمرشد لحياتنا، ولكل خياراتنا؛ إننا نخاف من أن يجعلنا الله نسلك دروبًا جديدة، وأن يُخرجنا من آفاقنا والتي هي غالبا ضيقة، ومنغلقة، وأنانية، كي يفتحنا على آفاقه هو. لكن عندما أوحى الله عن نفسه، في كل تاريخ الخلاص، فهو أتى دائما بجديد – فالله يحمل دائما جديدا – وهو يبدّل ويطلب أن نثق كليًّا فيه: بنى نوح سفينة فيما كان الجميع يسخر منه، ولكنه خلص (راجع تك 6 – 8)؛ ترك إبراهيم أرضه غير حاملا في يديه سوى وعد(راجع تك 12)؛ واجه موسى سلطان الفرعون وقاد الشعب نحو الحرية(راجع خر 3 – 14)؛ أمّا الرسل، الخائفين خلف الأبواب المغلقة في العلية، فخرجوا بشجاعة ليبشروا بالإنجيل. (راجع أع 2) إنها ليست الحداثة من أجل الحداثة، أو البحث عن الجديد لتخطي السأم، كما يحدث كثيرًا في زماننا. فالجديد الذي يقدمه الله لحياتنا هو في الحقيقة ما يُحققنا، وما يعطي لنا الفرحة الحقيقية، والاغتباط الحقيقي، لأن الله يحبنا ويرغب فقط في خيرنا. لنسأل أنفسنا اليوم: هل نحن منفتحون على “مفاجآت الله”؟ أم إننا ننغلق، بخوف، أمام جديد الرُّوح القدس؟ هل نحن شُجعْان لنذهب فوق الدروب التي يقدمها لنا جديد الله أم أننا نحمي أنفسنا، بالانغلاق داخل مبانٍ زائلة، قد فقدت قدرتها على الضيافة؟ سيكون من الجيد لنا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة طوال اليوم.
maronite readings – rosary.team