الأربعاء، ٢٩ يونيو : القدّيس بِرنَردُس
يا إخوتي، إنّ الكنيسة تطبّق بِحقّ على الرسولين مار بطرس وبولس كلمات الحكيم هذه: “وهُناكَ رِجالُ رَحمَةٍ وأَعمالُ بِرِّهم لم تُنْسَ؛ الميراثُ الصَّالِحُ يَدومُ مع ذُرًّيتهم وهّو أَولادُهم” (سي 44: 10-11). نعم، نستطيع أنّ نسمّيهم بحقّ رجال الرحمة: لأنّهم نالوا الرحمة لهم بالذات، ولأنّهم مليئين بالرحمة، ولأنّ الله أعطانا إيّاهم في رحمته. انظروا في الواقع، أيّ رحمة نالوها. إذا سألتم القدّيس بولس عن هذه النقطة…، سيقول لكم عن نفسه: ” أَنا الَّذي كانَ فيما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا، ولكِنِّي نِلْتُ الرَّحمَة” من الله (1تم 1: 13). في الواقع، من لا يَعلَم بكلّ الشرّ الّذي فعله بولس بالمسيحيّين في أورشليم… وحتّى في اليهوديّة بأكملها؟… أمّا بالنسبة للقدّيس بطرس، فلديّ شيء آخر أقوله لكم، ولكنّه شيء سامٍ لدرجة أنّه فريد. في الواقع، إن كان بولس قد أخطأ، فقد أخطأ بدون معرفة إذ لم يكن لديه الإيمان؛ أمّا القدّيس بطرس فعلى العكس، إذ كانت عيناه منفتحتان لحظة سقوطه (راجع مت 26: 69 وما يليه). “لكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة” (رو5: 20)… فإن استطاع مار بطرس أن يرتفع لهذه الدرجة من القداسة بعد سقطته الثقيلة، فمن يستطيع بعد أن ييأس، إذا أراد هو أيضًا الخروج من خطاياه؟ لاحظوا ما يقوله الإنجيل: “فخرَجَ… وبكى بُكاءً مُرّاً” (مت 26: 75)… لقد سمعتم أيّ رحمة نالها الرُّسل، فمن الآن فصاعدًا لن يمون أحد بينكم مثقلاً بأخطائه السابقة أكثر ممّا يجب… إذا أخطأتَ، ألم يخطأ بولس أكثر؟ إذا سقطتَ، ألم يسقط بطرس أكثر منك؟ لكنّ الواحد والآخر لم ينالا بتوبتهما الخلاص فحسب، بل أصبحا قدّيسَين عظيمَين، لا بل رَسولَي الخلاص، ومُعَلّمَينِ للقداسة. فاعمل أنت كذلك، يا أخي، لأنّه من أجلك يدعوهما الكتاب المقدّس “رجال رحمة”.
maronite readings – rosary.team