الأربعاء، ٢ فبراير : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
مالت الشمس نحو الغروب. لكنّ إيمان أختي ماكرينا لم يتراخَ؛ فكلّما اقتربت من الرحيل، كانت تسرع في الذهاب إلى حبيبها… لم تعد تتوجّه إلينا، نحن الموجودين بقربها، بل كانت عيونها شاخصة نحوه فقط. “أنت يا ربّ ألغيتَ من أجلنا الخوف من الموت. أنت جعلتَ من نهاية حياتنا الأرضيّة بداية للحياة الحقيقيّة. أنت تترك أجسادنا ترقد بسلام لفترة، ثمّ تقيمها مجدّدًا على صوت “البوق الأخير” (1كور15: 52). أنت تودع في الأرض طيننا الذي جبلَته يداك، وأنت تعيد إحياء ما أعطيته إيّاها، محوّلاً من خلال الخلود والجمال كلّ ما هو مائتٌ ومشوّهٌ فينا. “أيّها الآب الأزلي، نحوكَ انطلقتُ “مِنَ الرَّحِمِ… ومِن بَطْنِ أُمِّي” (مز 22[21]: 11). أنت الذي عشِقَتهُ نفسي بكلّ ما لها من قوّة. أنت الذي كرّستُ له جسدي ونفسي منذ صباي، ضعْ إلى جانبي ملاكًا منيرًا يقودني بيدي إلى موقع الارتواء، حيث توجد “مِياهَ الرَّاحةِ” (مز 23[22]: 2)، في أحضان الآباء القدّيسين. أنت الذي أدخلتَ إلى الفردوس اللص الذي صُلِب معك لأنّه وثق برحمتك، أذكرني أنا أيضًا في ملكوتك لأنّني أنا أيضًا قد صُلبت معك… لأمثُلَ أمَامَكَ “لا دَنَسَ فِيَّ ولا تَغَضُّنَ” (راجع أف 5: 27)؛ فلتستقبلْ يداكَ نفسي “كَالبَخُورِ أمامك” (راجع مز 141[140]: 2) عندما حلّ المساء، جلب أحدهم مصباحًا. ففتحت ماكرينا عينيها ووجهت نظرها نحو نوره معربة عن رغبة في تلاوة صلاة الشكر للنُّور. لكنّ صوتها قد خانها… تنهّدتْ عميقًا، فتوقّفتْ عن الصلاة وفارقتْ الحياة في الوقت عينه. أيّها النور البهيُّ، نورُ المجد المُقدّس، مجد الآبِ الذي لا يموت، السماويّ القدّوس المغبوط، يا ربّنا يسوع المسيح. إذ قد بلغنا غروبَ الشمس، ونظرنا نورَ المساء، نسبّح الله الآبَ والابنَ والرُّوحَ القدس. إنَّه يحقُّ في كلّ الأوقات أن تُسبَّحَ بأصواتٍ بارّة. يا ابنَ الله، يا مُعطيَ الحياة، لذلك العالم إيّاكَ يمجّد (نشيد النور يرتّل في صلاة الغروب البيزنطيّة).
maronite readings – rosary.team