الأربعاء، ٥ أبريل : القدّيس بروسبير الأكيتاني
يؤكّد كاتب الرّسالة إلى العبرانيين أن الله “كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين” (عب 1: 2). ألا تعني هذه الجملة أنّ الآب يعتبر أنّ جميع البشر هم جزء من ميراث الرّب يسوع المسيح؟ إنّ هذا الكلام مطابق لنبوءة داود: “سَلْني فأُعطيَكَ الأمَمَ ميراثًا وأَقاصِيَ الأَرض مِلْكًا”. (مز 2: 8). لقد أعلن الربّ بنفسه: “وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين” (يو 12: 32). ألا يبدو هنا أنّه يَعِد باهتداء الجميع؟ في مكانٍ آخر، نجد نبوءة في شأن الكنيسة: “كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ” (إش 40: 4): أيوجد أحدهم منسيّ هنا، ولا يُعتبر من خاصة الرّب يسوع المسيح؟ وماذا نفكّر إذًا عندما نقرأ: ” كُلُّ بَشَرٍ يَأتي لِيَسجُدَ أَمامي، قالَ الرَّبّ” (إش 66: 23).. إذًا، يجب أن تؤخذ عبارة “شعب الله” في كليّتها. ومع أنّ معظم البشر يرفضون أو يتجاهلون نعمة المخلّص، فالمقصود بهذه الكلمات “المنتخبون” و”المختارون” هو الجميع… يقول الرسول بولس: “فإِنَّنا نُبَشِّرُ بِمَسيحٍ مَصْلوب، عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين، وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه” (1كور 1: 23-24). فهل يكون المسيح إذًا “قدرة الله” و”حكمة” للأشخاص ذاتهم الّذين يرَونَه “عثرة” و”حماقة”؟ في الواقع، بما أنّ البعض مخلّصون بسبب إيمانهم والبعض الآخَر تصلّبوا في المعصية، فقد شمل الرّسول بولس المؤمنين وغير المؤمنين باسمٍ واحد عامّ وهو “مدعوّين”. فأظهر بذلك أنّ أولئك الّذين كان يعتبرهم وثنيّين جعلوا نفسهم غرباء عن دعوة الله، رغم أنّهم قد سمعوا الإنجيل.
maronite readings – rosary.team