الأربعاء، ٥ يونيو : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
حين همّ الرّب يسوع بترك رُسُلِه، وحين شعر بألمهم من جراء ذلك، عزّاهم حين وعدهم بإرسال مؤيِّدٍ ومعلِّمٍ آخر يمكنهم أن يثقوا به ويكون لهم ومعهم أكثر ممّا كان الرّب يسوع بنفسه… لكن البارقليط، المعزّي الجديد الرّحوم، سوف يعطي نعمةً أكبر، غير أنّه في نفس الوقت، لا يمكنه أن يُخفي أو يعتّم على ما سبق… فبكونه واحدًا مع الابن، وبكونه الرُّوح الّذي انبثق من الابن، كيف يمكنه، من خلال إظهار نفسه للعالم، أن يقوم بشيءٍ آخر غير إظهار الابن للعالم؟ كيف له ألاّ يلقي نورًا جديدًا على الذي، من خلال موته على الصليب، قد أتاح للرُّوح القدس الدخول إلى قلب الإنسان؟ كذلك، ورغم قول الربّ يسوع “إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد” (يو 16: 7)، فعلينا ألاّ نُحيد البتّة نظرنا عن الابن بحضور المعزّي. ألم يقل الرّب يسوع المسيح نفسه للرّسل: “سيُمَجِّدُني لأَنَّه يَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه”؟ كيف يمجّد الرُّوح ابن الله؟ إنّه يكشف أنّ الذي أعطى ذاته كابن الإنسان هو ابن الله الوحيد (يو 1: 18). إنّ مخلّصنا قد أعلن بوضوحِ أنّه ابن الله… وقد أوضح لنا جيّدًا كلّ ما ينقصنا، لكنّ رسله لم يفهموه. حتّى حين اعترفوا بإيمانهم باقتناع تحت تأثير النعمة السرّي، لم يفهموا حينها كلّ ما كانوا يؤكّدونه… إن كلام الرّب يدوم لكنّه كان بحاجة إلى وقت كي يحظى بتفسير وتوضيح؛ إنّ ما حفِظه الابن إلى وقت مجيء الرُّوح الذّي كان مزمعًا أن يُرسله هو أمرٌ جيّد. إذ إنّ الرُّوح هو الذي سيضع في ملء النور شخص الربّ يسوع وكلامه… لقد انتظر الرسل إلى ما بعد قيامة الرّب يسوع المسيح، وحتّى إلى ما بعد صعوده، وحلول الرُّوح القدس عليهم، حتّى يفهموا أخيرًا من هو الذي كان معهم. وقد كتب القدّيس يوحنّا عن ذلك قائلاً: “فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذلك، فآمنوا بِالكِتابِ وبِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع” (يو 2: 22).
maronite readings – rosary.team