الأربعاء، ٧ سبتمبر : القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير
لا يجوز أن ننسى أنّ نزاهة العمل مبنيّة على المحبّة… لا يمكن أن يقتصر الإنسان على القيام بأمور وعلى صناعة الأشياء. فالعمل يولد من المحبّة، ويُظهِر المحبّة، وينتظم في المحبّة. نعرف الله ليس فقط في المشهد الّذي تقدّمه لنا الطبيعة، بل أيضًا في خبرة عملنا وجَهدِنا. وهكذا يكون العمل صلاة وفِعل شُكر، لأنّنا نَعلَم أنّ الله هو مَن جَعَلَنا على الأرض، نَعلَم أنّه يُحبّنا وأنّنا وَرَثة وُعودِه. فَمِن الصَّواب أن يقول لنا: “فإِذا أَكَلتُم أَو شَرِبتُم أَو مَهما فَعَلتُم، فَافعَلوا كُلَّ شَيءٍ لِمَجدِ الله” (1كور 10: 31). إنّ العمل المِهَنيّ هو رسالة أيضًا، وفُرصَة لتقديم ذواتنا للآخَرين لِنُظهِر لهم الرّب يسوع المسيح ونقودهم نحو الله الآب، وما هذا سوى نتيجة المحبّة الّتي ينشرها الرُّوح القدس في نفوسنا. في التوصيات الّتي يعطيها بولس لأهل أفسس، حول كيفيّة ظهور التغيير في ارتدادهم…، نجد هذه التوصية: “مَن كانَ يَسرِقُ فلْيَكُفَّ عنِ السَّرِقَة، بلِ الأَولى بِه أَن يَكُدَّ ويَعمَلَ بِيَدَيه بِنَزاهة لِكَي يَحصُلَ على ما يَقسِمُه بَينَه وبَينَ المُحْتاج” (أف 4: 28). يحتاج الإنسان إلى خبز الأرض ليتغذّى، كما يحتاج إلى خبز السماء ليُنير ويُدفئ قلبه. فباستطاعتكم بل عليكم أن تحقّقوا هذا المبدأ في عملكم، وفي المبادرات الناتجة عنه، وفي أحاديثكم، وفي علاقاتكم. إن عملنا بهذه الرُّوح، تصبح حياتنا سابقة لمجد السماء، لهذه الشراكة مع الله ومع القدّيسين حيث لا يسود سوى الحبّ والسخاء والأمانة والصداقة والفرح، رغم محدوديّتنا الخاصّة في الحالة الدُنيَويّة. تجدون في أعمالكم المهنيّة العاديّة، المادّة الحقيقيّة، الثابتة والصلبة، الّتي تسمح لكم بتحقيق كلّ حياكم المسيحيّة، وبتفعيل النعمة الّتي تأتينا من الرّب يسوع المسيح.
maronite readings – rosary.team