الأربعاء، ٧ فبراير : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
“فَاحذَروا واسهَروا، لِأَنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَكونُ الوَقْت” (مر 13: 33). فلنتأمّل بهذا السؤال الجدّي الّذي يطالنا عن قرب: ماذا يعني السّهر في انتظار الرّب يسوع المسيح؟ “فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ متى يأتي رَبُّ البَيت: أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياحِ الدَّيك أَم في الصَّباح، لِئَلاَّ يَأتيَ بَغتَةً فَيجِدَكُم نائمين” (مر 13: 35-36)… كثيرٌ من النّاس يهزؤون من الدين علانيّة…، لكن لنأخذ مَن هم أكثر جديّة وأكثر إحساسًا بالضمير: هؤلاء يتمتّعون بصفات حسنة ويمارسون الدين بطريقةٍ ما وإلى حدٍّ ما، إنّما هؤلاء لا يسهرون… هم لا يفهمون أنّهم مدعوّون ليكونوا “غُرَباءً نُزَلاءً في الأَرض” (عب 11: 13)، وأنّ ممتلكاتهم الأرضيّة ما هي إلاّ حوادث عابرة في تاريخ وجودهم، وبالتالي هم لا يملكون شيئًا… وليس هناك من شكّ في أنّ أعضاء كثر في الكنيسة يعيشون بهذه الطريقة ولن يكونوا، أو بالأحرى لن يتمكّنوا من أن يكونوا حاضرين لملاقاة الربّ عند مجيئه… يا لها من صحوة ضميرٍ مدوّية وخطيرة لنا حين ندرك أنّ الربّ نفسه فد حذّرنا من هذا الخطر بالتحديد…، خطر أن يترك تلاميذه يُحيدون أنظارهم عنه لأيّ سبب كان. لقد أعطاهم مسبقًا سلاحًا لمواجهة كلّ الاضطرابات، وكلّ مغريات هذا العالم، وحذّرهم من أنّ العالم لن يكون حاضرًا عند مجيئه الثاني؛ لقد رجاهم بحنان ألاّ يتحالفوا مع هذا العالم. وحذّرهم من ذلك من خلال مثل الرجل الغنيّ الذي يُطلب منه أن يؤدّي حساب نفسه خلال الليل، ومثل الخادم الّذي “أَخَذَ يَضرِبُ الخَدَمَ والخادِمات، ويأَكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر” (لو 12: 45)، ومثل العذارى الجاهلات (مت 25: 2)… ها هو موكب العريس يمرّ بجلال وسط الملائكة والأبرار الّذين تقدّسوا، والأطفال، والقدّيسين الملافنة، والقدّيسين المتّشحين بالأبيض، والشّهداء الّذين غُسِلوا بدمائهم…: وها هي العروس مُستعِدّة “وقد تَزَيَّنَت” (رؤ 19: 7)، إنّما لا يزال كثيرون من بيننا نيامًا.
maronite readings – rosary.team