الأربعاء، ٨ سبتمبر : القدّيس أندراوس الكريتيّ
لم نَعُد نحيا تحت عبوديّة أمور العالم، كما يقول بولس الرسول؛ لم نَعُد رازحين تحت نير حرف الشريعة (كول 2: 8؛ رو7: 6). في الواقع، هنا يكمن أهمّ ما عمل الرّب يسوع المسيح من حسنات؛ هنا ينجلي السرّ وتتجدّد الطبيعة: صار الله إنسانًا، وتألّه الإنسان الّذي أخذه على عاتقه. إذًا، كان يجب أن تسبق تجسّد الله الرائع والواضح جدًّا بيننا، مقدّمةٌ لذلك الفرح، ينتج من خلالها هبةُ الخلاص الرائعة. هذا هو الغرض من الاحتفال بهذا العيد: تفتتحُ ولادةُ أمّ الله السرّ الّذي يؤدّي إلى اتّحاد الكلمة بالجسد… الآن تولَدُ العذراء، وتتهيّأ لتصبح أمّ المَلِك العالميّ لجميع الأجيال… فنحصل حينئذٍ من الكلمة على نعمة مزدوجة: يقودنا إلى الحقيقة، ويفصلنا عن حياة العبوديّة لحرف الشريعة. كيف وبأيّ وسيلة؟ لا شكّ لأنّ الظلّ يبتعد عند مجيء النور، لأنّ النعمة تضع الحرّيّة مكان الحرف. يقع العيد الّذي نحتفل به عند هذه الحدود لأنّه يَصِل بين الحقيقة وبين الصُّوَر الّتي كانت ترمز إليها، لأنّه يضع الجديد مكان القديم… لِتُرَنِّمِ الخليقةُ كلُّها ولترقُص، لِتُساهِمْ بأفضل ما لديها بفرحة هذا اليوم! لتُؤلّف السماء والأرض اليوم جماعة واحدة. ليتّحد كلّ ما هو في هذا العالم وما فوق هذا العالم بنفس الاحتفال بالعيد. فاليوم، يرتفع في الواقع الهيكل المخلوق حيث سيسكن خالقُ الكون؛ وبهذا الترتيب الجديد، هناك خليقة مُهيَّأَة لتقدّم للخالق مسكنًا مقدّسًا.
maronite readings – rosary.team