الأربعاء، ٩ نوفمبر : الرسالة إلى دِيوغنيتُس
لا يتميّزُ المسيحيّون عن سائر البشر لا ببلادِهم، ولا بلغَتِهم ولا بلباسِهم. فهم لا يقطنونَ مدنًا خاصّة بهم، ولا ينطقونَ بلهجة مميّزة، ولا غرابة في نمط حياتهم. لم تنبعِثْ عقيدتُهم من مخيّلة متحّررة تابعة لعقليّات منفعلة. فهم لم يتبنّوا، كآخَرين كثيرين، عقيدة بشريّة ساذجة. إذاً، فهم يسكنونَ المدن اليونانيّة أو مدن البرابرة، متكيّفين مع الظروف؛ كما أنّهم يتبعونَ التقاليد المحليّة فيما يختصّ باللباس والطعام والعادات. رغم ذلك، فهم يشهدونَ جليًّا بنمط عيش يخرجُ عن المألوف. كلٌّ منهم يسكن وطنه الخاصّ، لكنّهم بأجمعهم كعابري طريق. يُؤدّون واجباتهم كلّها كمواطنين أصيلين، لكنّهم يتحمّلون كلّ شيء كأنّهم غرباء. كلُّ أرض غريبة هي وطنهم، وكلُّ وطن هو أرض غريبة… يعيشونَ في الجسد، ولكن ليس حسب الجسد (2كور 10: 3؛ رو 8: 12-13). يمضونَ حياتهم على الأرض، لكنّ مدينتهم هي في السماء (في 3: 20؛ عب11: 13-14). يخضعونَ للشرائع العامّة، لكنّ نمط عيشهم يتجاوز الشريعة. يحبّونَ جميع البشر، لكنّ الكلّ يضطهدُهم. لا يجدونَ التقدير، بل يُحكمُ عليهم ويُقتَلون؛ وهكذا ينتقلونَ إلى الحياة الحقيقيّة. هم فقراء، لكنّهم يُغنونَ الكثيرين؛ ينقصُهم الكثير، لكنّهم يُكثرون في كلِّ شيء. عند الإهانة، يُبارِكون؛ وعند الشتيمة، يُكرِمون الآخرين. باختصار نقول: كما النفس في الجسد، هكذا المسيحيّون في هذا العالم
maronite readings – rosary.team