الاثنين، ١١ أكتوبر : القدّيس أوغسطينُس
قال الربّ يسوع: “الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟” اِسمع ما أضاف بعد ذلك: “يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ” (يو 12: 27-28). لقد علّمنا الرّب ما يجب أن نفكّر فيه، ما يجب أن نقول، ومن يجب أن نستدعي، ومِمّن ننتظر الرجاء، وأن نُفَضّل المشيئة الإلهيّة على مشيئتنا البشريّة. فلا يظهرنّ لنا أنّه قد نَقُصَ من جلاله لأنّه أراد أن يرفعنا من انحطاطنا. لقد تنازل وقبل أن يُجَرَّب من الشيطان ذلك الّذي هو قادرٌ بكل تأكيد على ألاّ يتعرّض للتجربة دون إرادته والّذي باستطاعته ألاّ يتعذّب لو لم يشأ ذلك… لقد أجاب الشيطان بالطريقة التي يفترض بنا أن نتمثّل بها حين نتعرّض للتجربة. لقد جُرِّب بالتأكيد ولكنّه لم يتعرّض للخطر وذلك ليعلّمنا نحن الّذين نقبع في خطر التجربة أن نُجِيبَ المجرِّب وألاّ نتبعَهُ، وإنّما أن نخرج من خطر التجربة. وإن قال: “الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟” وأيضًا: “نَفسي حَزينَةٌ حتَّى المَوْت… يا أَبتِ، إِن أَمكَنَ الأَمْرُ، فَلتَبتَعِدْ عَنِّي هذهِ الكَأس” (مت 26: 38-39)، فذلك لأنّه اتّخذ ضعفنا ليعلّم الإنسان الحزين والمضطرب أن يتابع ويقول: “ولكن لا كما أَنا أَشاء، بَل كما أَنتَ تَشاء!” (مت 26: 39). هكذا يتّجه الإنسان من الأمور البشريّة نحو الأمور الإلهيّة عندما يفضّل المشيئة الإلهيّة على المشيئة الإنسانيّة.
maronite readings – rosary.team