الاثنين، ١٣ يناير : الطوباويّ غيريك ديغني
“أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ”. يا إخوتي، إنّ طريق الربّ الذي يُطلَبُ منّا إعداده يتمّ من خلال السير عليه، ونحن نسير عليه أثناء إعداده. حتّى لو قطعتم مسافة طويلة على هذا الطريق، يبقى عليكم دائمًا أن تعدّوه، كي تتمكّنوا، من النقطة التي بلغتموها، من البقاء مشدودين نحو الأبعد. بهذه الطريقة، ومع كلّ خطوة تقومون بها، تلاقون الربّ الذي تعدّون طريقه، الربّ المتجدّد دائمًا والأعظم دائمًا. لهذا السبب، يصلّي البارّ بهذه الطريقة: “عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ” (مز119[118]: 33). رُبَّما أُسمِي “الطريق الأبدي” لأنّه إذا أعدّت العناية الإلهيّة طريق كلّ إنسان وحدّدت له نهايته، فإنّ طيبة ذاك الذي تتقدّمون باتّجاهه غير محدودة. لذا، سيقول المسافر الحكيم والمصمّم إنّه ما زال في بداية الطريق حين يكون قد بلغ نهايته؛ سينسى ما يوجد وراءه ليقول كلّ يوم: “يَهُمُّني أَمرٌ واحِد وهو أَن أَنْسى ما ورائي وأَتَمطَّى إِلى الأَمام” (في 3: 13). لكن نحن الذين نتكلّم عن التقدّم على هذا الطريق، فليساعدنا الربّ لنكون على الأقلّ قد بدأنا بالسير عليه! برأيي، كلّ مَن بدأ بسلوك هذا الدرب أصبح على الطريق الصحيح؛ لكن علينا فعلاً أن نكون قد بدأنا. وأن نكون قد وجدنا “سبيلاً إلى مدينة مأهولة” (مز107[106]: 4)، لأنّ “الَّذينَ يَهتَدونَ إِليهِ قَليلون” (مت 7: 14)، وكثيرون هم الذين “يتخبّطون في وحدتهم”. وأنت يا ربّ، فقد أعددتَ لنا طريقًا، وعلينا فقط أن نوافق على السير عليه. علّمتنا طريق إرادتك وقلت: “هذا هو الطَّريق فآسلُكوه إذا يامَنتُم وإذا ياسَرتُم” (إش 30: 21). هذا هو الطريق الذي وعد به النبي: “ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس لا يَعبُرُ فيه نَجِس” (إش 35: 8). “كنت شابًا وقد شخت” (مز37 [36]: 25)، وإن لم تخنّي ذاكرتي، فأنا لم أرَ قط جهلاء يتوهون على طريقك؛ إنّما بالكاد رأيت بعض الحكماء الذين استطاعوا السير عليه حتّى النهاية.
maronite readings – rosary.team