الاثنين، ١٤ فبراير : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
كما أنّ الشركة بين المسيحيّين الذين على الأرض تُقرِّبنا أكثر من الرّب يسوع، هكذا توحِّدنا شركة القدّيسين مع الرّب يسوع الذي منه تفيض كلُّ نعمةٍ وحياةُ شعب الله بالذات، لأنَّه ينبوعها ورأسها. ووحدتنا مع الكنيسة لتتحقّق بأسمى طريقة، عندما نُنشد، بفرحٍ مشترك، المديحَ للعظمة الإلهيّة، لا سيّما في الليتورجيا المقدّسة حيث تفعل فينا قوّة الرُّوح القُدُسِ بعلامات الأسرار، وعندما نمجِّد العظمة الإلهيّة في ترتيلة مديحٍ واحدة وفي فرحٍ مشترك، وقد افتُدينا بدمِ المسيح نحن الذين من كلّ قبيلة، ولسان، وشعب وأمّة (راجع رؤ 5: 9). إذًا، عندما نحتفل بذبيحةِ الإفخارستيا فإنّنا نتَّحد اتحادًا وثيقًا بكنيسة السماء. وإذ نحن متّحدون معهم، فإنّنا نكرّم ذكرَ الطوباويّة مريم الدائمة بتوليّتها والقدّيس يوسف، والرّسل المغبوطين، والشهداء، وكلّ القدّيسين. وعندما نشترك بالمحبّة المتبادلة، والمديح الواحد للثالوث الأقدس مع بعضنا البعض، نحن أبناء الله الذين نؤلّف في المسيح عائلةً واحدة، إنّما نجاوب على دعوة الكنيسة الصميمة، ونأخذ مسبقًا حصّة لذيذة في ليتورجية المجد الكامل. وفي الساعة التي يظهر فيها الرّب يسوع، وعندما تتمُّ قيامة الموتى المجيدة، سيضيئ بهاء الله المدينةَ السماويّةَ، ويصيرُ الحَمَلُ مصباحها (راجع رؤ 21: 24) عندئذ تَعبُدُ كنيسةُ القدّيسين بأسرها، في غبطةِ المحبّة الشاملة، الله “والحَمَلُ الذَّبيحُ” (راجع رؤ 5: 12)، هاتفةً بصوتٍ واحد “لِلجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَلِ التَّسْبيحُ والإِكْرامُ والمَجدُ والعِزَّةُ أَبَدَ الدُّهور” (رؤ 5: 13-14).
maronite readings – rosary.team