الاثنين، ١٤ نوفمبر : القدّيس هيلاريوس
لم يترك لنا الرّب أيّ تعليم غامض أو غير واضح عن سرّ الملكوت… فلنستمع إليه وهو يكشف للرّسل عن المعرفة التامّة المتعلّقة بإيماننا، فقد قال: “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي. فلَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً… مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟” (يو 14: 6-9)… فالذي هو الطريق لم يدعنا نتوه في الدروب التي لا منافذ لها. فالحقّ لم يخبرنا بغير الحقّ. والّذي هو الحياة لم يسلّمنا إلى الخطأ المميت… “لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي”، فالطريق إلى الآب تمرّ بالابن. “لَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً”. نحن نرى الرّب يسوع بطبيعته الإنسانيّة، فكيف يمكننا بمعرفته أن نتعرّف إلى الآب؟ لقد أظهر الرّب يسوع الألوهيّة الكامنة في الآب عبر سرّ تجسّده من خلال ترتيب معيّن… “لَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً. مُنذُ الآنَ تَعرِفونَه وقَد رأَيتُموه”. لقد ميّز بين زمن الرؤية وزمن المعرفة، لأنّه قال إنّنا نعرفه وقد رأيناه، وذلك لكي نحصل عبر هذا الاعتراف الزمنيّ على معرفة الطبيعة التي هي فيه. لقد جعلت هذه الكلمات، غير المتوقّعة، القدّيس فيليبّس يضطرب. فهو يرى إنسانًا أمامه وهذا الإنسان يؤكّد له بأنّه ابن الله… وأكّد الرّب لفيليبّس بأنّه قد رأى الآب وأنّه يعرفه بكونه قد رآه. إنّ طبيعة فيليبّس الإنسانيّة المحدودة لم تسمح له بأن يفهم هذا التّأكيد… لهذا أجاب بأنّه لم ير الآب وقال: “يا ربّ، أَرِنا الآبَ”. ليس ذلك لأنّه كان يرغب بأن يتأمّله بعينه البشريّة، لكنّه طلب أن يفهم من هو الّذي يراه أمامه… لقد كان طلبه أن يفهم أكثر ممّا هو أن يرى لذلك أضاف: “وحَسْبُنا”
maronite readings – rosary.team