الاثنين، ١٥ مايو : القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ
وعَدَ الله بأنّه، مِن سِبْطِ داود، سيخرج الملك الأبديّ الّذي يجمع كلّ شيء فيه (راجع مز 132: 11؛ أف 1: 10). فالعمل الذي جبله الله في الأصل (راجع تك 2: 7)، استعاده… وكما أنّ آدم، الإنسان الأوّل المجبول، نال مادّته من الأرض البور الصالحة… وقد جبلته يد الله، أي كلمة الله “الّذي به كان كلّ شيء” (أي10: 8؛ يو1: 3)… كذلك من مريم البتول وُلِد الكلمة الذي يشكّل استعادة لآدم… لماذا لم يأخذ الله من جديد طينًا؟ لماذا أخرج من مريم العمل الذي جبله؟ لئلا يكون العمل الذي جبله غير الأوّل بل نفسه، ولا يخلص آخر بل نفسه، استعاد نفس العمل، مع احترام المثال. أولئك الذين يؤكّد أنّ الرّب يسوع لم يحصل على شيء من العذراء مُخطِئون. فَهُم يريدون رفض إرث الجسد، لكنّهم يرفضون أيضًا المثال…؛ فلا يمكننا عندئذٍ القول إنّ الرّب كان على مثال الإنسان المصنوع على صورة الله كمثاله (راجع تك 1:27). وكأنّنا نقول إنّ الرّب يسوع لم يكشف عن نفسه إلا بالمظهر، فتظاهر أنّه إنسان، أو أنّه صار إنسانًا من دون أن يأخذ شيئًا من الإنسان. فإذا لم يحصل من الكائن البشريّ على جسده، فهو لم يصبح إنسانًا ولا ابن الإنسان؛ وإذا لم يصبح ما كنّا عليه، قلّما تهمّنا آلامه ومعاناته… لكن، في الحقيقة، فإنّ كلمة الله صار حقًّا إنسانًا، واستعاد بذاته العمل الذي جبله… وقد أكّد الرّسول بولس على ذلك بوضوح بالغ في رسالته إلى أهل غلاطية: “أرسل الله ابنه مولودًا لامرأة”. (غل 4: 4)
maronite readings – rosary.team