الاثنين، ١٥ نوفمبر : أوريجينُس
إنّ “الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة” (2كور 3: 17)… كيف يمكننا أن نجد هذه الحريّة، نحن المستعبدين للعالم وللمال ولرغبات الجسد؟ طبعًا، أحاول أن أصحّح ذاتي وأحكم على نفسي وأدين أخطائي. وليفحص سامعيَّ أيضًا، من جهتهم، ما يخالج قلوبهم. ولكن طالما أنا مكبّل بأحد هذه الأغلال، فأنا لم أرتدّ إلى الربّ ولم أصل إلى الحريّة الحقيقيّة، لأنّ هذه الأمور والهواجس ما زالت قادرة على احتجازي… ونحن نعلم أنّه مكتوب: “إنّ الإِنسانَ عَبْدٌ لِما استَولى علَيه” (2بط 2: 19) حتّى ولو لم يستولِ عليّ حبّ المال، وحتّى لو لم أكن مكبّلاً بهاجس جني الأرباح والثروات، إلاّ أنّني متعطّش للمديح وراغب في المجد البشري عندما يهمّني كيف ينظر إليّ البشر وما يقولونه عنّي، وعندما أهتمّ لما يفكّر فيّ أحدهم، وكيف يقدّرني آخر، وعندما أخشى ألاّ أروق أحدهم وأرغب في إثارة إعجاب آخر. طالما أنا مهتمّ بهذه الأمور، فأنا عبد لها. ولكنّي أريد أن أبذل جهدًا لأتحرّر، وأنعتق من نير هذه العبوديّة المعيبة وأعانق تلك الحريّة التي حدّثنا عنها الرسول بولس: “إِنَّكم، أَيُّها الإِخوَة، قد دُعيتُم إِلى الحُرِّيَّة؛ فلا تَصيروا عَبيدَ النَّاس” (راجع غل 5: 13؛ 1كور 7: 23) ولكن من الذي سيمنحني هذه الحريّة؟ من الذي سيخلّصني من هذه العبوديّة المعيبة؟ أليس ذاك الذي قال: “إذا كان الابن يجعلكم أحرارًا، إذًا ستكونون فعلاً أحرارًا”… فلنخدم إذًا بوفاء، “فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ” (مر 12: 30)، لكي نستحقّ أن ننال من الربّ يسوع المسيح موهبة الحريّة.
maronite readings – rosary.team